في ظل الأجواء الرمضانية وازدحام الأحياء بأهلها، تنتشر ظاهرة بيع اللحم المشوي بشكل عشوائي وغير نظامي، والذي لا يتوافر فيها أدنى شروط النظافة، حيث لا تخضع لأي معيار يتوافق مع صحة المستهلك، ومن جهة أخرى يتجمع الشبّان حول عربات البيع مما يثير ذلك ضوضاءً عارمة في الحي وقد ينجم عنها مشاجرات جماعية تتسبب بمشاكل كبيرة تُنغّص على الأهالي فرحة الشهر الفضيل. «اليوم» استطلعت آراء بعض المواطنين والمقيمين حول الموضوع، عبدالله محمد «مواطن» يقول: أحب أن أشتري اللحم المشوي من إحدى العربات في الحي وقت صلاة التراويح، لكَون الأغلبية يُحب أن يأكل في هذا الوقت شيئا خفيفا واللحم المشوي وجبة خفيفة ومفضلة. أما سامي وليد، فأكّد على تنافس العربات بين بعضها البعض بطعم اللحم والمبيعات، حيث تقوم بعض العوائل بتتبيل اللحم بذاتها وإخراجها وقت صلاة التراويح، فتجد أحدهم يبيعه حامضا جداً والآخر متبّلا بالبهارات التي يغلب طعمها عليها، والبعض لا تُحبّذ استطعامه لخلوّه من ذلك كلّه. ويضيف محمد مراد «مقيم»، على أن الأسعار تختلف من عربة لأخرى، فبعض العربات تبيع أسياخ اللحم الصغيرة بريال واحد والوسط بريالين والكبيرة بثلاثة ريالات، والبعض يبيع الصغير بريالين أو ثلاثة، مؤكداً أنه لا يشتري إلا الألذ منها مهما بلغ سعرها. في حين استنكر علي زيد ذلك قائلاً: لا أفكر أبداً أن أشتري من هؤلاء الباعة، فطريقة شوائها جداً مُقزّزة حيث أنها تُعرض أمام المشترين وتجدهم يقابلونها مباشرة ويباشرون الحديث وتخرج أنفاسهم إليها، علاوةً على ذلك درجة حرارة الجو ودخان السيارات المارّة به وما إلى ذلك. وأضاف عبدالعزيز الخالدي، أنه أُصيب في رمضان الماضي بنزلة معوية إثر تناوله اللحم المشوي من إحدى العربات التي تقوم ببيعه في الحي، وقد عانى كثيراً من ذلك إلى أن أصبحت هذه النزلة المعوية سبباً رادعاً له لكي لا يُفكر بالشراء مرةً أُخرى. وفي ذات السياق أفاد أحد الباعة أنه يمارس مهنته هذه منذ 16 سنة، وقد اقتدى به كثير من سكان الحي، حيث أصبح الحي مكاناً مليئاً بهذه العربات، بحيث يأتي أُناس من غير سكانه للشراء، وأكّد أنه بالرغم من تكاثر الباعة إلا أنه لم يُغير ذلك من وضع بيعه، بل ما زال زبائنه يفِدون إليه ويكمن ذلك في سر التتبيلة التي تقوم زوجته بعملها. وأضاف جاره الذي يقف على عربة أخرى مُنافساً له، أنه لم يُفكّر يوماً أن يُزاول هذه المهنة ولكنه رأى مدى إقبال المشترين لجاره، فاستأذنه بذلك وبدأ البيع من حينها، ولكنه نوّه على خشيته من تكثيف الفرق الميدانية التابعة لإدارة الصحة والبيئة في أمانة المنطقة الشرقية حيث إنهم يحاربون هذه المهنة المخالفة للأنظمة. وفي ذات السياق أفاد مدير عام صحة البيئة بأمانة المنطقة الشرقية الدكتور خليفة السعد، أن هؤلاء الباعة لا يملكون تصاريح تُخوّلهم للعمل في هذا المجال، كما أنهم يفتقدون النظامية، علاوةً على ذلك فالبيع بمثل هذه الطريقة عادة غير صحيحة وممنوعة منعاً باتاً من قبل الأمانة، وذلك للجهل بنوعية اللحوم ومصدرها، والأواني المستخدمة لها، وصلاحية استهلاكها. وقد نوّه السعد على افتراضية حدوث حالات تسمم إثر هذه العربات المتنقلة بين الأحياء، والتي هي عُرضة للدُخان والغبار وعوادم السيارات التي تُحدث بدورها تسمما غذائيا، كما أنه تم منع هؤلاء الباعة كثيراً دون جدوى، مُشيراً إلى حاجة الفرق الميدانية التابعة للأمانة والجهات المختصة أن تتكاتف للحد من هذه الظاهرة و على رأسها شرطة المنطقة الشرقية؛ وذلك لكَون المراقبين يتعرضون للمقاومة من قبل الباعة حين يتم مداهمتهم، ومصادرة المخالفات التي هي بحوزتهم.