يظلنا هذا الشهر موسم خير وبركة وهدى ورحمة من الله ، رحل أكثر من نصفه والبقاء لله موسم هو هدية من الله للمسلمين ونهر عذب من الحسنات نغترف منه ما نشاء بفضل الله ربنا وبرحمته بنا فكم يكون الربح وفيرا مضاعفا فيه كما تكون الخسارة خلاله فادحة لا يمكن تقديرها. هو موسم التجارة الرابحة مع الله فلا يخسر فيه الا من حرم الخير كله والعياذ بالله ولا اظن احدا يجهل أن شهر رمضان شهر خير تضاعف فيه الحسنات كما تضاعف فيه السيئات ولا اظن احدا يرضى الإساءة فيه لا قولا ولا عملا الا جاهل وجاحد ولا يدري ما الخير ، علينا البدار البدار والسابقون السابقون إلى أعمال البر وصلة الرحم فأجرها خلاله مضاعف أضعافا كثيرة. فيا للخسارة أن ينتهي الموسم ونحن في غفلة لم نزرع شجرة جيدة واحدة تنفعنا ونتفيأ ظلالها يوم نكون بغير ارادة ويوم العرض الأكبر أمام الله يوم لا ظل الا ظله ولا رحمة غير رحمته ولا منجى منه إلا إليه! أن ينتهي الموسم ونحن في غفلة عن القرآن الكريم ولم نقرأ ولو القليل من كتاب الله وإن قرأنا لا نعلم ولا نفقه ولا نتأمل في رسالة الله إلينا وما المطلوب منا فذلك الخسران العظيم! أن ينتهي الموسم ونحن في غفلة لم نصل أرحامنا بكل ما في وسعنا من الخير والزيارات والبذل المادي والمعنوي ولم ندخل السعادة على قلوبهم وأرواحهم ولم نكفهم شرنا على الأقل فذلك هو الغبن والقهر لكل من فعله وهو لايدري أنه إنما يغبن ويقهر نفسه!فإن لم نستطع حبهم ونفعهم فلنكفهم شرورنا فالامساك عن الشر صدقة. أن ينتهي الموسم ونحن في غفلة لاهية قلوبنا عن الفقراء والمساكين من الأقارب والمعارف والذين انهكتهم الحياة بأثقالها من ديون وبطالة وشبه البطالة وايجارات وفواتير كهرباء وغيرها والذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف! أن ينتهي الموسم ونحن في غفلة وما زلنا مصرين على الغيبة والكذب والحقد والحسد والنميمة والكراهية والعياذ بالله،نأكل في لحوم الناس ونكشف عوراتهم ثم نقف للصلاة أمام الله بلا خوف ولا خشية منه ونحن قد فضحنا وكشفنا ماستره الله عليهم!ثم لانخاف ونحن نردد الله أكبر وهو اعتراف خطير منا بعصيان الله الأكبر وعدم الاهتمام بالتمرد على عباده. أن ينتهي الموسم ونحن في غفلة عن كتاب الله مابين طبخ وأكل وتسوق فقط وتجول في المجمعات التجارية وكأن هذا الموسم موسم لمناسبات الاسراف والتبذير والاجتماعات التي تضر أكثر مما تنفع والتي يباهى فيها باللبس وبما يقدم خلالها مما غلا ثمنه وازدادت تكلفته ثم يرمى في براميل النفايات. أن ينتهي الموسم والبعض يبحث فقط عن المتعة في الخروج للأسواق وللشراء فقط من غير اهتمام بسؤال نفسه : هل يحتاج فعلا مايشتريه ام انه فقط يخرج ليبيع حسناته بشيء تافه مما لاينفعه بحياته الدنيا ولا بحياته الآخرة؟! twitter:@NSalkhater