قبل أيام معدودة أهل الله علينا شهر رمضان وبالتحديد يوم الأربعاء الماضي ، بارك الله لنا فيه وغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين.وفي هذا الشهر ترتفع نسبة الإيمان بالله والطمأنينة بوجوده يظلنا برحمته ويتغشى نفوسنا بعفوه ومغفرته فتصبح روح الصائم هلاله في حالة أزكى وأفضل مما كانت عليه قبل هلال هذا الشهر والذي هو موسم للطاعات يمحو الله فيه الذنوب والخطايا برحمته لعباده وتتضاعف فيه الحسنات ، يميز الله من عباده من هو طيب مسارع للخيرات ومن هو والعياذ بالله يصوم مجاراة للناس وخوفا منهم فتراه يغضب ويثور لأتفه سبب ويردد : يا أخي ماتشوفني صايم؟!وكأن الصيام شر مستطير يود الخلاص منه وما يدري المسكين أن الصيام وسائر الفروض فضل من الله لعباده يطهرهم خلالها ويمحو بها خطاياهم وأدرانهم وهو ذو الفضل العظيم(وكان فضل الله عليك عظيما) وإن كان الله سبحانه وتعالى قد أنعم على عباده المسلمين بنهر غمر جار يغتسلون منه خمس مرات في اليوم فلا يبغى من ذنوب الانسان المسلم وخطاياه شيئا عندما يغتسل جيدا بماء نهر الصلوات الخمس ويتمها ، بلا رياء ولا نفاق ولا اداء من أجل العباد وتحصيل لمصالح دنيوية ، فقد أنعم الله على كل مسلم بموسم زراعة للطاعات تضاعف فيها الخيرات ويزداد فيها رصيد الفرد من الأعمال الصالحة ويحصل من الحسنات - النقاط -مايؤهله للفوز بجنان الخلد وملك وراحة وحياة كريمة دائمة في جنة عرضها كعرض السماوات والأرض اعدت للمتقين فقط.رمضان شهر حدده الله لنصومه كاملا ونقوم ليله ، هو شهر انكسار لحدة الرغبات والشهوات في الجسد بعد أن عربد فيه التمتع بالشهوات الحلال على مدى احد عشر شهرا وقد تعيث المتع الحلال في الجسد والروح فسادا لا يطهره إلا الصوم ، وهو شهر حب الذات الباطن ونكرانها الظاهر وذلك لأن الصيام فيه قهر ظاهر للنفس عن شهواتها بينما في الروح خاصة فهي التي لا تتغير ولا تبيد ولا تفنى بل هي نفحة من روح الله باقية وخالدة إلى حيث لا انتهاء. قال تعالى(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ، قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ، وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)وكما أن(السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب)فإن الصوم كذلك هو مطهرة للروح ومرضاة للرب وهو الذي يجزي عليه ويكافئ الصابرين عن ملذات كثيرة طلبا ورغبة في تطبيق ما فرضه الله على عباده المسلمين من فروض ظاهرها فيه قهر للنفس وباطنها وحقيقتها في سعادة وعافية ورحمة لايعلم مدى خيرها إلا فارضها وحده وهو بكل خير عليم وهو الذي يكافئ ويجازي من اطاعه واداها بحب وشفافية وصدق ونصح وتحري للجيد وللأفضل حين ادائها لأنها طاعة لله وحده لاشريك له في اخلاصنا ومحبتنا له ولا يلقاها الا الذين صبروا ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم. نافذة ضوء/ هو شهر احتفالية خاصة بالقرآن لأنه نزل في هذا الشهر وما اختير هذا الموسم لنزول كلام الله ووحيه ، موجها للبشرية كلها وليس لنوع او عرق او جنس خلص إلا لعظمة هذا الشهر عند الله ، وفيه ليلة من وافقها فقد وافق الخير كله والذي لا يضل بعدها ولا يشقى ، اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا. جعله الله شهرا مباركا هالا بالخير والهداية على أمم وشعوب كوكب الأرض ووفقهم للخير كله وكل رمضان وأنتم بخير وصحة وسلامة. twitter:@NSalkhater