توقف مدير المستشفى ينظر بحيرة إلى المريض من خلال النافذة الزجاجية. كان الأخير مستلقياً على ظهره في سرير مهترئ وألم عميق يُمزق أعماقه. سلم المريض جسده إلى لجنة طبية شكلها مدير المستشفى لمراجعة حالته المرضية. بدأ الطبيب الاستشاري بفحص سريري أتبعه بمراجعة حسابات المريض الطبية. قام مساعده بقياس ضغط الدم الخاص بالمريض والذي ارتفع كثيراً في الأشهر الماضية. أنهت المعالجة النفسية إجراءات اللجنة بعد اختبار سريع لحالة المريض النفسية والتي شارفت حافة اليأس. انضم الجميع إلى مدير المستشفى الذي سألهم بقلق حذر عن نتيجة الدراسة. أجاب رئيس اللجنة بأن صحة المريض تدهورت بشكل ملحوظ وبأنه آلامه ومتاعبه قد ازدادت وبأنه فقد الكثير من الدماء. تحدث عن ضعف المريض وعدم قدرته على تمضية شهر واحد من دون مروره بالمتاعب الصحية التي لازمته في السنوات الأخيرة. اقترح مدير المستشفى زيادة الجرعات المهدئة لمواكبة زيادة الآلام المستمرة لكن الطبيب رفض الاقتراح سريعاً. أكد أن زيادة مخصصات المريض من الأدوية المهدئة قد تزيد من محاربة الفيروسات لجسده المنهك. شرح بأن الفيروسات تتغذى في جسده على الحقن المهدئة التي يصرفها له الطبيب وبأن نشاطها يرتفع مع كل زيادة. سأل مدير المستشفى عن إمكانية محاربة هذه الفيروسات والحد من فسادها في الجسم فأطبق الجميع أفواههم من دون رد. اقترحت المعالجة النفسية تحسين البيئة التي يعيش بها المريض من خلال تجديد الأثاث وتغيير لون الغرفة والمفارش من اللون الأبيض إلى البنفسجي الذي قد يساعد على تحسين حالته النفسية. تحدث مساعد الطبيب بتردد عن جدوى تطبيق خطة المستشفى الخاصة والتي نجحت بمساعدة مرضي في بلاد مجاورة لكن الجميع تجاهل اقتراحه. صمتوا للحظات وهو يرسلون للمريض نظراتهم المتعاطفة المشفقة وهو يتلوى من آلامه وقد اصفر وجهه وكأن مصاص دماء يشفط الدم من عروقه. نزلت دمعة ساخنة من عين الطبيب الاستشاري ورئيس اللجنة الذي نظر إلى مريضه بحزن بالغ وقال "الحل أن ندعه يتألم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا". "حسناً.. دعوه يتألم. دعوه يتألم" هكذا قالها مدير المستشفى. كان المريض ينظر لهم بضعف من خلال النافذة الزجاجية ويبتسم بمرارة عندما يتذكر تلك الحملة التويترية الخاصة بزيادة الرواتب [email protected]