زحام يعيشه السوق المحلي للمواد الغذائية في رمضان، تجد نفسك أسيرا بين العروض التجارية، وتحاول فك الاختناق بجلبها جميعها، هذا هو الإنفاق الرمضاني، الذي ينعش وضع السوق المحلي، ويرفع من إنتاج الشركات التي تتسابق على العرض والطلب، لتجد نفسها أمام سباق حميم، ينتج عنه أرباح هائلة!. ثقافة المستهلك في شهر رمضان هي الأهم، فاتورة الشراء لا تكترث بما يحدث، فهي صامدة حتى الثلاثين من الشهر الجاري، وتتحمل الأعباء، حتى آخر رمق، وتبقى في دائرة الصراع، يبقى التوازن في الإنفاق والاعتدال، سمة تغلب على كيفية إدارة مصاريف المنزل، وتحقيق مفهوم «شراء ما يلزم»، فمتوسط حجم إنفاق الأسرة في رمضان يصل إلى 6500 ريالحتى نفاد كميات البضائع المطروحة في الأسواق، هذه عادات وسلوكيات أصبحت تمتزج بروحانية الشهر الفضيل، فالإنفاق وجه من وجوه شهر الصيام، والإغداق به، يعزز تلك الرؤية، التي نحاول الخروج منها، فعباءة المستهلك باتت «الشراء والبحث عن العروض الترويجية». ترتفع حمى الشراء في رمضان، علما بأن التوازن أمر حتمي، ومطلوب لتجنب الإغداق في الصرف، فمؤشر ثقافة الاستهلاك ارتفع في الآونة الأخيرة، من خلال تحديد الاحتياجات الرئيسية والتخطيط للشراء وفقا للاحتياج الفعلي، وهذا ما يحصل فعليا، فلم تعد الفوضى الشرائية وأخذ ما يلزم وما لا يلزم، هذا الأمر يحفزنا للبقاء على مسيرتنا في توعية المستهلك، رغم أن التخطيط لشراء ومعرفة ما يلزم من نفقات في رمضان، من أهم السلوكيات التي يجب اتباعها لتحقيق التوازن في الإنفاق. قطاع بيع المواد الغذائية في المملكة، سجل ارتفاعا في أسعاره مع مطلع عام 2013، بنسبة 10 بالمائة، نتيجة عوامل عدة، تمثلت في ارتفاع الطلب على الغذاء وارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي والغذائي عالميا ومحليا، وهذا ما يعرض السلع الغذائية إلى ارتفاع في الأسعار أيضا خلال المواسم كموسم رمضان، الذي يعتبر موسما تجاريا وحركة انتعاش لا تتوقف في السوق. قد تكون الحركة الشرائية تصب في مصلحة المستهلك، وتؤدي إلى منافسة في الأسعار، لأن التجار يحبذون الدخول في حلبة السباق والدوار لتحقيق مبيعات أسرع ونمو متزايد ونشط في حركة البيع والشراء، تنعكس بسرعة بديهية على الأرباح. ولكن يبقى التوازن في الإنفاق والاعتدال، سمة تغلب على كيفية إدارة مصاريف المنزل، وتحقيق مفهوم «شراء ما يلزم»، فمتوسط حجم إنفاق الأسرة في رمضان يصل إلى 6500 ريال، بحسب تقدير خبراء اقتصاديين، ومع ذلك، ثقافة المستهلك تشهد تناميا تدريجيا، بشأن الإنفاق وفق ضوابط.