اعلن وزير النقل الفرنسي فريدريك كوفيلييه في تصريح لشبكة ار.تي.ال أمس السبت ان كارثة انحراف قطار عن سكته في بريتيني سور اورج قرب باريس التي اسفرت عن ستة قتلى الجمعة ليست ناجمة "عن مشكلة بشرية". واضاف "من حسن الحظ ان سائق القطار قام بردة فعل استثنائية بتشغيله نظام الانذار على الفور، مما ادى الى تجنب الاصطدام بقطار آخر كان آتيا في الاتجاه المعاكس وكان سيصطدم بفارق ثوان بالعربات التي خرجت عن السكة، لذلك فان ما حصل ليس ناجما عن مشكلة بشرية". وأوضح في المقابل ان المحققين سيكشفون "على القطارات او على البنى التحتية وتحديدا منطقة تحويل القطارات". وذكر الوزير ان القاطرة والعربات "كانت خاضعة لكل عمليات الكشف الواجبة"، لكنه اضاف ان "ذلك لا يعني اننا يمكن ان نكتفي بقطارات هي قيد الخدمة منذ 30 عاما". وشدد على ضرورة اجراء "تحديث للخطوط الكلاسيكية" و"تجديدها وصيانتها". واضاف ان "الامر مثير للقلق مع التدهور الذي حصل في السنوات الاخيرة بسبب عدم تخصيص الامكانات الضرورية للخطوط الكلاسيكية". وبحسب مسؤول في فرق الانقاذ لم يكن هناك اي طفل بين القتلى. والقطار الذي كان يقل نحو 370 شخصا في رحلة بين باريس وليموج انقسم الى قسمين لسبب لا يزال مجهولا، وذلك لدى وصوله بسرعة كبيرة الى محطة بريتيني سور اورج جنوب باريس في اوج ساعة الذروة عصرا، بحسب مصدر امني. واشاد رئيس مجلس ادارة شركة السكك الحديدية الفرنسية غيوم بيبي باعوان قائلا "تمكنوا من ايقاف القطار وتفادي اصطدامه بقطار آخر قادم من الاتجاه المعاكس" في بريتيني سير اورج. واضاف في تصريحات "ان الانحراف وقع عند تحويلة للخطوط على بعد 200 متر من المحطة" موضحا انه "حين يحدث انحراف فان المشكلة تأتي اما من العجلات او من السكة". واوضح مصدر امني ان "قسما من القطار واصل سيره في حين انقلب النصف الاخر على جانب رصيف المحطة". وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي زار موقع الحادث مساء الجمعة انه تم فتح ثلاثة تحقيقات قضائية وفنية لمعرفة سبب انحراف عربات القطار الست. وبحسب شركة السكك الحديد فقد تمت اعمال في مستوى التحويلات نهاية يونيو قرب موقع الحادث لكنها لم تشمل الخط الذي وقع فيه الانحراف. وهرع الى مكان الحادث 300 اطفائي و20 فريقا طبيا وثمان مروحيات. وقطعت حركة القطارات للخطوط البعيدة المنطلقة والواصلة الى محطة اوسترليتز بباريس. ويعد الجمعة يوم مغادرة عدد كبير من مصطافي باريس لمناسبة الاجازة الصيفية. وقالت السلطات انه من المقرر ان تبقى محطة بريتيني سور اورج مغلقة لثلاثة ايام. وهذا الحادث هو الاسوأ من نوعه منذ حادث محطة ليون بباريس الذي قتل فيه 56 شخصا سنة 1988.