ارتفع معدل استهلاك المواد الغذائية في أسواق بلداننا العربية استعدادا للشهر الفضيل بنسب تراوحت بين 30 بالمائة إلى 150بالمائة ، وهذه النسب مذهلة حقيقة مع تدني مستوى البطالة والفقر وارتفاع حجم التضخم في خضم الأزمات السياسية وتراجع المؤشرات التنموية في الاقتصاد. كما ويعتبر شهر رمضان موسما من مواسم الربح لدى كافة تجار التجزئة، إذ تفتح شهية المواطنين على الشراء بطريقة باذخة، وبينما يفترض أن يكون شهراً للزهد والاقتصاد المعيشي، ولكن تتقلد شعوبنا أعراف التبذير والإسراف التي نهانا عنها الله سبحانه بل وحذرنا منها، بالذات في هذا الشهر الذي أولى أن نتعلم منه معنى الجوع والحرمان. فما اختلف هو أسلوب الاستهلاك وبقي معدله مرتفعاً مع اختلاف القطاعات التجارية له ، أي إذا خسر تاجر التجزئة فقد ربح أصحاب المطاعم والفنادق والمقاهي وبقيت نسبة الاستهلاك مشتعلة لا أعرف لم لا نتعلم ثقافة الاستهلاك التي تقتضي شراء أو اقتناء ما يلزمنا فقط في السنوات الأخيرة لاحظت اختلافا أكده لي عدد من التجار مرده ضعف الإقبال على شراء السلع الغذائية بكميات كبيرة، وبات الأمر يقتصر على شراء سلع بعينها استعداداً للشهر الكريم وبكميات محدودة. هذا الأمر جيد بحد ذاته ويبدو أن ثقافة الاستهلاك التي يستعان بنشرها في وسائل الإعلام آتت أكلها. ولكن لا يمكن أن يكتمل الأمر لنحصل على بيئة استهلاكية نموذجية إطلاقاً في محيطنا، وكأننا نأبى على أنفسنا ذلك. إذ أن الانخفاض على شراء المواد الغذائية ، قابله ارتفاع الطلب على الوجبات في المطاعم وبالذات في وقت السحور، والإقبال على «الغبقات» والخيمات الرمضانية، التي تكلف الكثير للشخص الواحد. فما الفرق إذا ؟ وأين الايجابية في ذلك؟ فما اختلف هو أسلوب الاستهلاك وبقي معدله مرتفعاً مع اختلاف القطاعات التجارية له، أي إذا خسر تاجر التجزئة فقد ربح أصحاب المطاعم والفنادق والمقاهي. وبقيت نسبة الاستهلاك مشتعلة. لا أعرف لم لا نتعلم ثقافة الاستهلاك التي تقتضي شراء أو اقتناء ما يلزمنا فقط وترك مظاهر البذخ. تتوارد الكثير من قصص التبذير التي يقوم بها رب الأسرة من خلال طلب قرض بسيط أو الاستعانة ببطاقات الائتمان، لقضاء «احتياجات البيت في شهر رمضان والعيد» وما تبقى فهو يقضيه في الخيم والمقاهي الرمضانية، ليشكو بعدها ضيق ذات اليد ويصاب بالاكتئاب الناتج من أخطاء الفهم الصحيح للمعنى الحقيقي للاستهلاك. نقول لهؤلاء بيدك أن تنظم حياتك وفق معيشتك وقدرتك المالية، واترك العادات السيئة التي تترتب عليها مشاكل اجتماعية واقتصادية قد تتفاقم. ألهذا الحد باتت متطلبات الشهر الفضيل تستدعي كل هذا الجهد، أو اننا نمارس بعض التقاليد السيئة التي يتوجب علينا تركها، لماذا لا يكون شهر رمضان درساً لنا في الاقتصاد؟ لم لا نكون صائمين فعلا حتى في تحضير الأكلات ونكتفي بتوفير الموجود فلن نموت جوعاً؟ والابتعاد عن أماكن لا تمت للشهر الفضيل بصلة، فكلها ممارسات خاطئة لا يرضي عنها الله أبدا. @hana_maki00