يرى محللون ان الاردن تنفس الصعداء اثر «سقوط حكم الاخوان» في مصر بعد ان عزل الجيش الرئيس محمد مرسي، والذي يرجح ان ينعكس على نفوذ وطموحات الحركة الاسلامية المعارضة في المملكة والتي تقود حراكا يطالب بإصلاح شامل. واصدرت وزارة الخارجية الاردنية بيانا بعد نحو ساعتين على اطاحة الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي اكدت فيه «احترام ارادة الشعب المصري»، وعقب تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور ادارة البلاد مؤقتا ارسل له الملك عبدالله الثاني برقية تهنئة اكد فيها دعم «ارادة الشعب». ويقول عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، لفرانس برس ان «الاردن كان من بين ثلاث دول هي الاسرع والاوضح في التعبيرعن ترحيبها بالإطاحة بمرسي . ورأى ان «على الاخوان المسلمين ان يبذلوا جهودا مضاعفة الان لإقناع الآخرين بمصداقيتهم، فبعد فشل تجربة حكمهم في مصر اصبح من الصعب ان يصدق احد احاديثهم عن الآخر وعن المشاركة والتعددية والتداول السلمي للسلطة». ورأى الكاتب والمحلل السياسي حسن ابو هنية، المختص في شؤون الجماعات الاسلامية ان «ما يترتب على اوضاع الجماعة في مصر ينعكس على الاوضاع في الاردن بالتأكيد». واضاف لفرانس برس ان «الاردن يتمنى ان تنتهي الامور الى نهاية جماعة الاخوان في مصر وبالتالي يتخلص من حركة معارضة اولى وكبرى في المملكة». واعتبر ابو هنية ان «هناك حالة تراجع عامة لجماعة الاخوان المسلمين ولكن سقوط حكم الاخوان بمصر ليس نهاية الجماعة». ويقول الكاتب والمحلل السياسي لبيب قمحاوي لوكالة فرانس برس ان «سقوط الاخوان في مصر يؤثر على الحركات الاسلامية في المنطقة والجماعة في الاردن فذلك اضعف وضعها واثبت انها ان وصلت للسلطة لا تلتزم بما وعدت به، اصبحت الثقة فيهم ضعيفة جدا واحتمالية ان يتم انتخابهم اصبحت شبه معدومة». ورأى قمحاوي ان «اسقاط الجماعة في مصر بشكل عام اساسه نهجها الاقصائي وهذا يضعف الحركة الاسلامية في الاردن التي باتت لا تحظى بالقبول في الشارع وبالتالي الآن النظام اكثر ارتياحا». واوضح ان «النظام بات اكثر ارتياحا لان الضغوط التي كان يواجهها للاسراع في الاصلاح اصبحت اقل قوة» مضيفا ان «هذه فرصة امام الحكم الاردني ليستجيب لمطالب الاصلاح بأريحية دون ان يقلق من تنامي النفوذ السياسي للحركة الاسلامية». اما زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن، فرأى ان «استعجال الاردن في الترحيب بما حصل في مصر يعبر عن خفة سياسية ليست محسوبة ولا موزونة». وادان «ترحيب الاردن بالانقلابات العسكرية وعكس ارادة الشعوب» مؤكدا لفرانس برس ان «الاردن احد ادوات المؤامرة على الشرعية في مصر». واكد بني ارشيد: «سنمضي في طريقنا وحراكنا السلمي الحضاري حتى نحقق ما نريد نحن سئمنا ومللنا حالة المراوحة بين الفساد والاستبداد».