في مساحة تطل على الساحة الرئيسية في بيت الخير المقر الدائم لوفد المنطقة الشرقية في الجنادرية وتحت سقف من جذوع النخل والسعف يقف القهوجي أحمد عبدالله الشرقي ليلبي طلبات زبائنه من زوار بيت الخير على مدار الساعة و يقدم لهم القهوة والشاي والبليلة و البازلاء والكبدة الطازجة . زوار أجانب يتناولون شايا في المقهى ويشارك القهوجي لأول مرة في الجنادرية مع بداية تدشين بيت الخير متحديا بما يقدمه في قهوته من نكهة و مذاق تنافس أرقى المحلات . يقول الشرقي: إن الشاي له أنواع ومذاقات ونكهات يعرفها المجربون وأصحاب الخبرات والكيف في تناول الشاي لأنه ليس مجرد ماء وأوراق شاي وسكر تغلى ثم تشرب ، وأضاف: إن الشاي بطعمه الحقيقي يكون وفق مقادير ومقاسات مقننة تعطي لعشاق الشاي متعة نادرة في تذوقه ، وأشار إلى أن أفضل أنواع الشاي ما يسمى ب" التلقيمة " وهي أوراق شاي ليست معلبة في أكياس توضع في الماء المغلي حتى تنتفخ وتتشرب بالماء الساخن لتخرج منها النكهة الحقيقية مؤكدا أن الشاي الأكثر جودة هو ذلك الذي يزيد التركيز والانتباه و ليس الذي ينتهي مفعوله بانتهاء شربه ، ويرفض القهوجي استخدام الغاز على الماء أو الشاي بل يعتمد على الحطب معللا ذلك بأنه يعطي نكهة أخرى تضاف إلى نكهة الشاي ، وبين أن أفضل أوقات تناول الشاي بعد الإفطار لأنه يعطي مزيدا من التركيز والنشاط و محذرا من تناوله قبل النوم حتى لا يؤدي إلى السهر ، ودعا الشرقي إلى المحافظة على هذه التركيبة الخاصة في إعداد الشاي لكنه لم يخف قلقة من اندثارها وعزوف الشباب اليوم عن العمل بها . و تطرق الشرقي إلى جانب آخر من حرفيته في إعداد وتقديم الشاي و هي البراريد والفنجان وطرق تقديمه للزبون والذي يرى أنه من المهم أن تقدم في أوان قديمة الشكل لتعطي الانطباع لدى الزبون بالتغيير ، وقال : إن زوار البيت يقضون أوقاتا طويلة في القهوة مستمتعين بالشاي والمنظر الجميل للقهوة مبينا أنه يقدم أكثر من 1500 براد شاي يوميا لزوار البيت .