أحد زملائي فاشل في التعبير عن سعادته، وعبقري في سرد مشاكله التي لا تنتهي، موهوب في قلب الأمور ضده ومستعد للدخول في إبط نملة ليبحث عن همّ جديد، يعشق الحديث عن المشاكل التي يرى أن لا حل لها وأتردد في قول «شكلك رايق اليوم» لأنه سيغضب ويقاتل لإثبات العكس! يؤمن صاحبنا بسوء حظه إلى درجة أن ترميه مصلحة الضرائب في السجن بتهمة التهرب من سداد الضرائب رغم انه لا توجد مصلحة ضرائب في السعودية «بالمعنى المتعارف عليه»، في إحدى المرات طلبت منه ابنته أن يشتري لها بطة صغيرة وساقها حظها العاثر مع صاحبنا الى النفوق غرقاً! أيضاً في إحدى الأمسيات وبينما كنا جلوساً تحت شجرة في أحد المقاهي الشعبية فوجئنا بوسخ عصفور صغير يقع عليه، ما تفسير ان يختار العصفور صاحبنا من جملة الجالسين حوله ليرمي عليه أوساخه؟ يؤمن صاحبنا بسوء حظه إلى درجة أن ترميه مصلحة الضرائب في السجن بتهمة التهرب من سداد الضرائب رغم انه لا توجد مصلحة ضرائب في السعودية «بالمعنى المتعارف عليه» أثناء رحلته الأخيرة إلى دولة ماليزيا سقط في حفرة أثناء سيره في أرقى شوارع العاصمة كوالامبور، وبالمناسبة وعلى رأي المنقذين تم حفرها قبل سقوط صاحبنا هذا بساعة واحدة فقط، ونقلاً عن صاحبنا فإنه لم ير حفرة غيرها طوال مكوثه لمدة شهر كامل. سوق الأسهم السعودية كان في النهاية كفيلاً بترسيخ إيمانه بسوء حظه ولتكريس تشاؤمه، السهم الذي يشتريه يهبط سعره في اليوم التالي والذي يبيعه يرتفع سعره مباشرة، لم نستعن في تلك الفترة بخبير أسهم, كل ما علينا فعله هو الاتصال به لمعرفة ماذا باع وماذا اشترى ونفعل العكس! بعد هذه الروايات والحوادث، من أي طريق سيمر التفاؤل في عقل صاحبنا هذا؟ أصبح المسكين يعيش في دائرة مغلقة من التشاؤم وسوء الحظ، يزداد تشاؤماَ بعد كل حدث وليس هناك أسوأ من التشاؤم سوى الإيمان به، أصبح ينام ويصحو على هذا البيت البليغ إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه يقول الفيزيائي أينشتاين «إن المتشائم الذي يعتبر حياته وحياة الآخرين لا معنى لها ليس فقط تعيس الحظ، بل ولا يستحق الحياة». أرسلت هذا الكلام إلى صاحبي الذي قال بأن أينشتاين كان يقصده ويتفق معه، بعدها رفعت الراية البيضاء ودعوت له بحسن الخاتمة. [email protected]