أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأنه على كرواتيا العضو الجديد بالاتحاد الأوروبي تنفيذ المزيد من الإصلاحات. تجدر الإشارة إلى أن كرواتيا ستنضم رسميا إلى الاتحاد الأوروبي اعتبارا من اليوم الاثنين الموافق الأول من يوليو. وفي رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، قالت ميركل إن على كرواتيا اتخاذ المزيد من الخطوات لاسيما في مجال مكافحة الفساد والقطاع القضائي كما طالبت ميركل أوكرانيا بتنفيذ المزيد من الإصلاحات الاقتصادية وفي مجال سوق العمل. غير أن ميركل أكدت على أن هذه المطالبة ليست موجهة لكرواتيا وحسب بل «لنا جميعا». كانت كرواتيا بدأت مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي في 2004 وانتهت هذه المفاوضات بنجاح كرواتيا في أن تكون العضو الثامن والعشرين في التكتل. وأضافت ميركل :»حفظنا كلمتنا» مشيرة إلى تصريحات سابقة تحدثت عن إمكانية انضمام جميع دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي. وتستعد كرواتيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو لتصبح الدولة ال 28 العضو فيه، لكن الاحتفالات المقررة لهذه المناسبة تعكرها المشاكل الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي استقلت في 1991. وقال المؤرخ الكرواتي تيفرتكو ياكوفينا إن «هذا الموعد سيكون من المحطات الرئيسية في تاريخ كرواتيا منذ استقلالها والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قدم منذ البداية على أنه الهدف الرئيسي للبلاد». وحضر اكثر من 100 مسؤول أوروبي بينهم رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، مع القادة الكروات وآلاف المواطنين إلى الساحة المركزية للاحتفال مساء امس بدخول كرواتيا الى كتلة الدول ال 27. لكن لم تعلن أي شخصية دولية نيتها حضور الاحتفالات التي يعكرها أصلا غياب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بسبب التكهنات التي أطلقتها الصحف الكرواتية بشأن هذا الغياب. وعلى الرغم من نفي برلين، تقول الصحف الكرواتية إن غياب ميركل مرتبط برفض زغرب تسليم رئيس سابق للاستخبارات اليوغوسلافية يلاحقه القضاء الألماني في قضية مقتل منشق كرواتي على الأراضي الألمانية في 1983. وينظم الاحتفال الرئيسي في الساحة المركزية للعاصمة بمشاركة نحو 700 فنان. ورمزيا، انتزع امس اللوائح التي كتب عليها كلمة «جمارك» من مركز حدودي مع سلوفينيا الجمهورية اليوغوسلافية الأخرى الوحيدة التي انضمت إلى الاتحاد (في 2004) منذ تفكك الاتحاد السابق على اثر سلسلة من الحروب في تسعينيات القرن الماضي. وفي الوقت نفسه، ستوضع لوحة كتب عليها «الاتحاد الأوروبي» على الحدود مع صربيا الجمهورية اليوغوسلافية الأخرى التي تأمل في فتح مفاوضات قريبا للانضمام إلى الاتحاد. وستضيء ألعاب نارية سماء زغرب لكن انضمام كرواتيا الى الاتحاد الأوروبي فقد بريقه في نظر معظم سكان البلاد. اذ بين استطلاع للرأي أن واحدا من كل سبعة كرواتيين يؤيد تنظيم احتفالات الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. والمؤشرات الاقتصادية الكرواتية لا تدعو إلى التفاؤل بينما يواجه الاتحاد الأوروبي نفسه انكماشا في تسعة من الدول ال 27 الأعضاء فيه وأزمة في منطقة اليورو. وقال مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد إن إجمالي الناتج الداخلي لكرواتيا أقل ب 39٪ من المعدل في الاتحاد. ووحدها رومانيا وبلغاريا تليان كرواتيا في هذا الشأن. ويشهد الاقتصاد انكماشا منذ 2009 في هذا البلد الذي يبلغ معدل البطالة فيه 21٪. وتساءل احد مستخدمي الإنترنت على الصفحة الرسمية للحكومة الكرواتية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك «بماذا سيحتفل 300 ألف عاطل عن العمل؟ هل يملك الاتحاد الأوروبي عصا سحرية لإزالة كل المشاكل؟». وتبدو المهندسة تيهانا ستريمشكي (48 عاما) وهي من مدينة سيساك (وسط) متفائلة. وتقول «إنني سعيدة. سنكون جزءا من أوروبا وآمل ألا يهاجم احد بلدنا بعد اليوم»، ملمحة بذلك إلى حرب الاستقلال التي خاضها المتمردون الصرب المدعومون من بلغراد بين 1991 إلى 1995. لكن على الرغم من الأزمة الحالية، يقول المؤرخ ياكوفينا إن «أوروبا موحدة تبقى منطقة ازدهار وسلام ووسطا مرغوبا فيه لبلد صغير مثل كرواتيا». وتقوم السلطات الكرواتية مساء اليوم الأحد المقبل بتخفيف حواجز الجمارك في مناطق المراقبة الجمركية مع الدول المجاورة وهي إيطاليا وسلوفينيا والمجر، حيث تصير كرواتيا الواقعة على البحر الأدرياتيكي بذلك عضوا كامل العضوية بالاتحاد الأوروبي. كانت كرواتيا أثارت قبيل الانضمام مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي مشكلة اليوم الجمعة مع بروكسلوألمانيا، حيث أصدر البرلمان الكرواتي في زغرب قانونا مثيرا للجدل يقصر تسليم الكروات المتهمين بجرائم إلى الدول الأخرى على ارتكابهم جنايات وقعت بعد أغسطس 2002. وبمقتضى هذا القانون يبقى رئيس المخابرات الكرواتية السابق يوسف بيركوفيتش الذي تبحث عنه سلطات التحقيق الجنائي في ألمانيا بعيدا عن يد العدالة. وتتهم سلطات التحقيق الألمانية بيركوفيتش بأنه قام في العهد اليوغوسلافي السابق عام 1983 بقتل أحد المنشقين عن النظام اليوغوسلافي السابق بناء على تكليف من جهة ثالثة داخل ولاية بافاريا الألمانية. ويتعارض هذا القانون مع القانون الأوروبي الذي قبلت به كرواتيا قبل عدة أعوام وفق مستندات الانضمام إلى الاتحاد. وتعلن وسائل الإعلام الكرواتية منذ عدة أشهر تقارير عن تأرجح آراء السكان في كرواتيا البالغ عددهم 4,4 مليون نسمة بين السعادة بالانضمام للاتحاد والتخوف منه. ففي الوقت الذي يأمل فيه كثيرون أن تنخفض عبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أسعار السلع الغذائية والكهرباء في كرواتيا وهي أسعار مرتفعة، يتخوف آخرون من اندفاع الأغنياء من الأجانب إلى شراء الأراضي ذات المواقع الجذابة على الساحل الكرواتي الممتد على طول ألف كيلومتر. إضافة إلى ذلك يتخوف كثيرون من «استحواذ الأجانب على المؤسسات الاقتصادية الكرواتية»الأمر الذي يمثل كابوسا لعدد كبير من الكروات.