تحتفل كرواتيا اليوم بانضمامها التاريخي إلى الإتحاد الاوروبي في الاول من تموز/يوليو لتصبح الدول ال28 العضو فيه، بعد جهود لاحلال الديموقراطية بذلنها هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي استقلت في 1991. ورمزياً، ستنزع منتصف ليل الاحد (22,00 تغ) اللوائح التي كتب عليها كلمة "جمارك" من مركز حدودي مع سلوفينيا الجمهورية اليوغوسلافية الاخرى الوحيدة التي انضمت الى الاتحاد (في 2004) منذ تفكك الإتحاد السابق على اثر سلسلة من الحروب في تسعينيات القرن الماضي. وفي الوقت نفسه، ستوضع لوحة كتب عليها "الاتحاد الاوروبي" على الحدود مع صربيا الجمهورية اليوغوسلافية الاخرى التي تأمل في فتح مفاوضات قريبا للانضمام الى الاتحاد. وقبيل منتصف الليل سيعزف نشيد الفرح لبتهوفن -- نشيد الاتحاد الاوروبي -- ثم يلقي كل من رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، كلمة في احتفالات في الساحة المركزية لزغرب. وسيحضر هذه الاحتفالات في الساحة المركزية اكثر من مئة مسؤول اوروبي بينهم ررؤساء كل دول البلقان، وكذلك القادة الكروات وآلاف المواطنين. وستضىء العاب نارية سماء زغرب بينما سيشارك نحو 700 فنان من مغنين وموسيقيين وراقصين، في الاحتفالات. وكرواتيا هي اول دولة تنضم الى الاتحاد الاوروبي منذ 2007 الذي شهد انضمام بلغاريا ورومانيا. وشيدت منصة غلفت بالازرق لون الاتحاد الاوروبي في ساحة بان يلاسيتش في قلب العاصمة الكرواتية، لاستقبال الشخصيات المدعوة. وستبدأ الاحتفالات في الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش ويفترض ان تستمر ساعة ونصف الساعة. وقال الرئيس الكرواتي ايفو يوسيبوفيتش ان "الاحتفالات ستكون جميلة ومليئة بالمشاعر لكنها متواضعة بالتأكيد بسبب الوضع اقلاتصادي". ويلمح الرئيس الكرواتي الى الازمة الاقتصادية في البلاد التي تشهد انكماشا منذ 2009 وتبلغ نسبة البطالة فيها 20 بالمئة ويبلغ عدد سكانها حوالى 2,4 مليون نسمة. وتأمل حكومة يسار الوسط في ان يشجع انضمام كرواتيا الى الاتحاد الاوروبي الاستثمارات الاجنبية التي تحتاج اليها البلاد لانعاش اقتصادها. وقال رئيس الوزراء زوران ميلانوفيتش عشية الاحتفال ان "الاول من تموز/يوليو يفتح آفاقا جديدة وعالما جديدا لنا". والمؤشرات الاقتصادية الكرواتية لا تدعو الى التفاؤل بينما يواجه الاتحاد الاوروبي نفسه انكماشا في تسعة من الدول ال27 الاعضاء فيه وازمة في منطقة اليورو. وقال مكتب الاحصاءات التابع للاتحاد ان اجمالي الناتج الداخلي لكرواتيا اقل ب39 بالمئة من المعدل في الاتحاد. ووحدها رومانيا وبلغاريا تليان كرواتيا في هذا الشأن. وتساءل احد مستخدمي الانترنت على الصفحة الرسمية للحكومة الكرواتية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك "بماذا سيحتفل 300 الف عاطل عن العمل؟ هل يملك الاتحاد الاوروبي عصا سحرية لازالة كل المشاكل؟". وتبدو المهندسة تيهانا ستريمشكي (48 عاما) وهي من مدينة سيساك (وسط) متفائلة. وتقول "انني سعيدة. سنكون جزءا من اوروبا وآمل الا يهاجم احد بلدنا بعد اليوم"، ملمحة بذلك الى حرب الاستقلال التي خاضها المتمردون الصرب المدعومون من بلغراد بين 1991 الى 1995. ويبدو ان عملية توسيع الاتحاد الاوروبي الى البلقان مستمرة مع الموافقة على فتح مفاوضات مع صربيا والقبول بابرام اتفاق استقرار وشراكة مع كوسوفو الذي يعد المرحلة الاولى من مسيرة طويلة على طريق الانضمام الى الاتحاد. لكن المحللين في بروكسل يشيرون الى ان العملية قد تكون طويلة ويشوبها حذرا اكبر مما حدث في الماضي.