أي تطور في مجال العمل الاجتماعي ونمو خدمات المجتمع يعكس تطورا موازيا في السلوك الحضاري للمجتمع، ولذلك فإن المجتمع مطالب بترقية فكره تجاه خدمة نفسه . في محافظة جدة انطلقت بادرة أجدها مهمة ومثيرة للاهتمام، وقبل أن أبادر بدوري إلى المطالبة بتعميمها على المناطق، ينبغي النظر اليها في إطار الفعل الاجتماعي التراكمي النافع والمفيد للمجتمع، فتلك المبادرة الجداوية تدعمها إدارة الشؤون الصحية ، وأطلق عليها «الشهر الاجتماعي للخدمة الاجتماعية « وتم تنفيذ فعالياتها بمركز التدريب تحت شعار «العمل الاجتماعي عطاء ونماء»، بهدف تعزيز دور الخدمة الاجتماعية في النهوض بالخدمات الإنسانية وفق أحدث الأساليب المهنية، وتقديم رعاية شاملة ومتميزة، لمساعدة المرضى وحل المشكلات والمصاعب الصحية التي تواجههم ، وذلك من خلال النصح والإرشاد وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم، ما يسهم في إبراز أهمية زيادة الوعي الصحي والثقافة الصحية للمرضى وزيادة الجرعات العلمية والثقافية للأفراد والعاملين في هذا المجال. من الضروري أن تعمل المؤسسات الرسمية على تحفيز مثل هذه المبادرات وفتح المجال أمام الشباب لاستيعاب قدراتهم وإمكاناتهم، فهناك كثيرون يمكنهم فعل الكثير في المجال الاجتماعي بروح اجتماعية ووطنية وبرغبة في تطوير الذات وخدمة الناس مدنية المجتمع تقاس بمثل هذه السلوكيات الإنسانية الرفيعة التي تعزز قيم ومفهوم التكافل الاجتماعي التي دعا اليها ديننا الحنيف، وتطبيقها على هذا النحو يؤكد أن هناك خيرا كامنا في الأمة على ذات النهج النبوي، وهي قيم لديها كثير من التداعيات الإيجابية على الوسط الاجتماعي، فالأهداف المعلنة تنطوي على إيجابيات عميقة تستقطب همة وعزيمة الشباب وتحتضن طاقاتهم وتفجرها بما يساعد في بناء منظومة تكافلية اجتماعية مهمة ذات أثر عميق في بناء الفرد ومساعدة الأفراد الذين يستحقون المساعدة والوقوف بجانبهم سواء كانوا مرضى أو فقراء أو مساكين، فذلك هدف أي نشاط اجتماعي يعمل على إذابة الطبقية الاجتماعية ويصهر الجميع في بوتقة واحدة تعمل على تقوية النسيج الاجتماعي. والمطلوب مزيد من مثل هذه المبادرات التي تحقق كثيرا من الأهداف الاستراتيجية سواء اجتماعيا أو فرديا أو حتى اقتصاديا، وكل عمل مبادر يقوم به الشباب في سياق اجتماعي يكسبهم خبرات عملية وحياتية تزيد من رصيدهم المعرفي وتفتح أفقهم لأهمية وقيمة العمل، سواء فيما يقويهم أو ينفع الوطن والمجتمع، ولذلك من الضروري أن تعمل المؤسسات الرسمية على تحفيز مثل هذه المبادرات وفتح المجال أمام الشباب لاستيعاب قدراتهم وإمكاناتهم، فهناك كثيرون يمكنهم فعل الكثير في المجال الاجتماعي بروح اجتماعية ووطنية وبرغبة في تطوير الذات وخدمة الناس . الخير في هذا الإطار يعم ويصبح الأمر سلوكا أصيلا يجتذب آلاف الشباب ويحتويهم ويقدمهم كأفراد عاملين ومنتجين ومهيئين لبذل الخير والمعروف انطلاقا من قيم دينية واجتماعية ووطنية تكون بمثابة الزاد والطاقة لهم وهم يقومون بمثل هذه الأعمال النبيلة التي تعزز أصالتنا وتفتح المجال لشبابنا لاستلهام خبرات وتجارب ممتعة ومفيدة وذات أثر عميق يمتد لأجيال ويساعد في تربيتها ورفدها بطاقات اجتماعية وعملية مؤكدة. maaasmaaas@ تويتر