يعد بنك الرياض من أوائل البنوك التي أولت اهتماماً كبيراً لموضوع خدمة المجتمع، واعتبرها إحدى القيم والمفاهيم المؤسسية التي يسعى لترسيخها، من خلال دعمه للأنشطة ذات الطابع التنموي والإنساني والخيري. وأوضح محمد عبدالعزيز الربيعة، المشرف على برامج خدمة المجتمع، في حوار مع جريدة "الرياض"، أن خدمة المجتمع تبرز كإحدى الأولويات التي يتبناها بنك الرياض اليوم، إيماناً منه بأهمية التفاعل مع احتياجات المجتمع وخدمته ودعم أنشطته، وإسهاماً في السعي لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وذلك من خلال رعاية حزمة من البرامج الاجتماعية والخيرية، سواء عبر التعاون ودعم الجهات المختصة صاحبة المشروع، أو عبر إطلاق المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه، والتي من شأنها إحداث الأثر الإيجابي الذي تنعكس أصداؤه على الفئات المستهدفة. وفيما يلي نص الحوار: شعارنا «الاعتزاز بخدمة المجتمع» ونسعى إلى تقديم مفهوم مبتكر لدعم البرامج الاجتماعية والخيرية * ما هي استراتيجية بنك الرياض تجاه مفهوم المسؤولية الاجتماعية؟ - تعتمد إستراتيجية بنك الرياض على تقديم مفهوم مبتكر ومتجدد للمسؤولية الاجتماعية، من خلال تبني برامج ذات قيمة مضافة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة للفئات المستهدفة، ولعل هذا ما دفع بنك الرياض إلى انتهاج آلية في دعمه للجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية في المملكة تقوم على أساس رعاية سلسلة من الدورات التدريبية والتأهيلية لفئة الشباب، لرفع كفاءتهم وجاهزيتهم لسوق العمل، وتعزز قدراتهم للحصول على فرص وظيفية تمكّنهم من التحول لعناصر منتجة وفاعلة في المجتمع، يضاف إلى ذلك دعم ورعاية برامج التأهيل النفسي والحرفي، والتي تهدف إلى تطوير القدرات الذاتية للأفراد، وإطلاق طاقاتهم وتوجيهها ضمن الاتجاه الصحيح الذي يحفّز ثقتهم بأنفسهم، ويعود عليهم وعلى أسرهم بالأثر الإيجابي، وبالتالي فإن برامج بنك الرياض للمسئولية الاجتماعية تسعى إلى طرح مبادرات غير تقليدية جوهرها ليس مساعدة الفئات المستهدفة فحسب، بل دعمهم ومساندتهم لبناء مساعدة أنفسهم كذلك. مظلة برامجنا الاجتماعية تراعي التوسع والتنوع وتحقيق قيمة مضافة تراعي جهود التنمية المستدامة في المجتمع * متى بدأ بنك الرياض في تأسيس إدارة خدمة المجتمع؟ - خدمة المجتمع مفهوم أصيل لدى بنك الرياض، إذ أن البنك حرص ومنذ بداياته الأولى على الالتزام بدعم الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية في كافة أنحاء المملكة، وواصل دوره الريادي في هذا الجانب عبر مسيرته العريقة في العمل المصرفي، حيث بلغ عدد الجمعيات الخيرية التي يدعمها البنك سنوياً ما يزيد على 300 جمعية ومؤسسة اجتماعية موزعة في مختلف أنحاء المملكة، لكن مفهوم خدمة المجتمع أخذ بالتبلور على نحو مختلف في عام 2007م حيث قام البنك وتأكيداً على ما يوليه من حرص على الالتزام بمسئوليته تجاه المجتمع وأبنائه، باستحداث إدارة خدمة المجتمع، التي أخذت على عاتقها بناء إستراتيجية شاملة وبعيدة المدى، وتقديم رؤية مبتكرة للعمل الاجتماعي، عبر فريق متخصص من الكفاءات الوطنية، قادر على وضع إطار عمل لتقديم مبادرات اجتماعية وتنموية غير ربحية، ورسم منهج للتعاطي والتفاعل مع المؤسسات الاجتماعية والخيرية في المملكة ومساندة جهودها للوصول إلى مستقبل أفضل. ولعل تبني الإدارة لشعار "الاعتزاز بخدمة المجتمع" كعنوان لمزاولة نشاطاتها، يختزل عمق الرسالة التي تتبنّاها الإدارة للتفاعل مع احتياجات المجتمع، والتجاوب مع متطلبات ومبادرات المؤسسات الاجتماعية والخيرية، ودور الإدارة في هذا الجانب آخذ بالتطور عام تلو الآخر ويتسع نطاقه بمرور الوقت، وتخضع كافة الأنشطة التي تتولاها لتقييم دوري شامل، بهدف رفع كفاءة وجودة الأداء. ولقد بادرت الإدارة ضمن هذا الاتجاه إلى إصدار تقرير سنوي غير مالي، يتم من خلاله قياس الإنجازات، وعرضها الجميع وبشفافية لرصد الآراء والملاحظات التي يمكن من خلالها تقييم التجربة على نحو فاعل وإثراء البرامج في مراحلها القادمة. * ما الهدف من إنشاء إدارة خاصة بخدمة المجتمع، وكيف تتم آلية العمل فيها؟ - كما أشرت سابقاً، فإن "بنك الرياض" يتطلع إلى خدمة المجتمع وفق معايير متقدمة ورؤية مبتكرة، تساهم في جهود الدولة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، لذا، فإن البنك حرص على إحاطة جهوده في هذا المضمار من خلال منهجية إدارية سليمة، وإدارة متخصصة ومتكاملة، ومهيأة بفرق العمل على نحو يكفل وضع التصورات لتحقيق رؤية البنك في دعم ومساندة البرامج الاجتماعية والتنموية والخيرية، وكجزء من ريادته في هذا الجانب، فقد كان لزاماً على البنك استحداث إدارة لخدمة المجتمع، لديها القدرة الكافية لتقديم الأفكار والمشاريع الحيوية التي تحدث نقلة نوعية في إنجازات البنك، وتعزز من مكانته الرائدة في خدمة المجتمع. * عزز بنك الرياض تواجده المستمر في تقديم خدمات متكاملة في العديد من المناسبات. ما هي الأسس التي ترتكز عليها في المشاركة؟ بداية لا بد من التأكيد على أن كافة الأنشطة والبرامج الاجتماعية والخيرية التي يدعمها البنك. تخضع لعملية تقييم ودراسة لتحديد ماهيتها وجدواها، والفوائد المترتبة عليها لصالح الفئة المستهدفة والقيمة المضافة التي يمكن تحقيقها من خلال هذا النشاط. وتتخذ منهجية دعم الأنشطة طريقين: الأول عن طريق الرعاية المالية المباشرة للحدث أو المناسبة أو البرنامج، أما الطريق الآخر وهو ما نسعى إلى تعزيز نطاقه بالنظر إلى تنامي عوائده، فيكمن في تبني والمساهمة في البرامج التنموية والتدريبية والتأهيلية الهادفة لتطوير القدرات المهنية للفئات المستهدفة، وتأهيل أصحابها لسوق العمل. * ما هي أبرز مشاركات البنك الاجتماعية؟ نطاق المشاركات الاجتماعية لبنك الرياض يتسع مداه ليشمل مختلف القطاعات والنشاطات التي تتوزع بين القطاع الأكاديمي والتعليمي، وقطاع الصحة، إلى جانب قطاع التأهيل المهني والتدريب، وكذلك الأمر بالنسبة لدعم قطاع الثقافة والأدب، ويمتد ليصل إلى مساندة قطاع السياحة الداخلية، هذا إلى جانب الدعم المعهود للمؤسسات والجمعيات الخيرية. ودعني أشير إلى أن بنك الرياض يحرص على توسيع مظلة مساهماته الاجتماعية والخيرية لأقصى مدى، ولا يمكن حصر الإنجازات التي قطعها البنك في هذا الجانب. ويمكن، على سبيل المثال لا الحصر، الإشارة إلى جملة من أبرز البرامج والمشاريع الاجتماعية التي تبناها البنك ، والتي تنوعت بين دعم منتج "يدوي" الذي يمثّل مبادرة رائدة لتحفيز مفهوم "العطاء الذكي"، وكذلك مواصلة البنك لرعاية جائزة "كتاب العام" بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي وذلك للعام الرابع على التوالي، في الوقت الذي يجري فيه العمل حالياً على تطوير آلية منح النسخة الخامسة من الجائزة. كذلك فقد شهد العام الحالي مزيداً من التعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في مجال تأهيل سيدات المجتمع، والتكفل بشراء سيارات مخصصة لخدمة منسوبي جمعية الإعاقة الحركية للكبار "حركية"، كما تكفل بشراء مجموعة من سيارات النقل المجهزة خصيصاً للجمعية السعودية لمكافحة السرطان لتسهيل عملية تنقّل المرضى وخاصة من القاطنين خارج مدينة الرياض خلال رحلتهم العلاجية من المطار ومقر سكنهم والمركز العلاجي، وكذلك الحال بالنسبة لدعم سلسلة من الملتقيات العلمية والبرامج التعليمية والتدريبية في الجامعات والكليات التقنية والعلمية وإدارات التعليم في مختلف مناطق المملكة، هذا إلى جانب ما يوليه البنك من أهمية كبيرة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة والناشئة وما أنجزه من مبادرات في هذا الجانب بالنظر إلى الدور المأمول لقطاع تلك المنشآت في دعم وتحقيق تطلعات التنمية المستدامة سواء من حيث توفير فرص العمل، وتقليص معدلات البطالة وإنعاش النشاط الاقتصادي والتنموي في مختلف مناطق المملكة. * ما هي الخطط المستقبلية لخدمة المجتمع في البنك؟ - رغم الإنجازات المتراكمة التي حققها بنك الرياض في مجال خدمة المجتمع عبر مسيرته العريقة، إلا أننا دوماً نعتبر أنه لا يزال أمامنا الكثير لعمله وإنجازه، وهناك حاجة دائمة لتطوير معاييرنا الاحترافية لترسيخ قيم ومفاهيم المسئولية الاجتماعية، وهذا ما يدفعنا إلى مواصلة استثمار الإمكانات المتاحة أمامنا لتقديم مبادرات نوعية، قادرة على تجسيد رؤيتنا نحو مستقبل أفضل لأجيالنا وأفراد مجتمعنا. وخلال السنوات الماضية شهدت منهجية إدارة خدمة المجتمع العديد من القفزات على صعيد تطوير آلية عملها، وتوسيع نطاق إنجازاتها، سواء على المستوى الكمي، أو النوعي، ويرجع الفضل في ذلك إلى سياسة التقييم المتواصل التي تخضع لها البرامج الاجتماعية والخيرية للبنك، والدراسات والبحوث التي يتم إجرائها من قبل الإدارة لتحديد آفاق المراحل المستقبلية وتعزيز فاعلية وكفاءة الأداء. * كيف ترون مدى التفاعل من قبل مؤسسات المجتمع على اختلافها تجاه المسؤولية الاجتماعية؟ - لا بد من التأكيد على أن مفهوم "المسؤولية الاجتماعية" آخذ بالتطور، وهناك التزام متنامٍ من قبل مؤسسات المجتمع بهذا المفهوم، ولا يمكن إخفاء النشاط المتزايد والملحوظ لمؤسسات المجتمع ومساهماتها اللافتة في دعم ومساندة البرامج الاجتماعية والخيرية، هذا إلى جانب ما يتم تبنيه من مبادرات رائدة على هذا الصعيد من قبل العديد من المؤسسات والشركات، وما تتخذه القيادة الحكيمة في المملكة من إجراءات لتحفيز دور المؤسسات في هذا المجال، وتفعيل دورها كشريك حيوي وداعم رئيس لدفع عجلة التنمية، ونحن نأمل أن يتزايد هذا الدور وتتسع آفاقه خلال المرحلة القادمة.