سيطرت القوات الخاصة اللبنانية على مسجد في مدينة صيدا مساء أمس تحصن فيه رجل دين سني بعد أن قتل أتباعه 16 جنديا. وشق الجنود، مدعومين بدبابات، طريقهم إلى مجمع مسجد بلال بن رباح في اليوم الثاني من الاشتباكات مع أتباع الشيخ أحمد الأسير،وهو مؤيد بارز للمعارضة في سورية. وذكرت تقارير إعلامية أن الأسير هرب من المجمع بعد ظهر أمس وأن 30 إلى40 عنصرا من أتباعه قتلوا في الاشتباكات التي وقعت في حي عبرا في المدينة الساحلية الجنوبية. وأكد الصليب الأحمر اللبناني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه نقل ما لا يقل عن 20 جثة من المناطق القريبة من المسجد. وقال ضابط في الجيش في صيدا طلب عدم كشف هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام إن قوات الجيش اللبناني سيطرت على منطقة عبرا والمسجد الذي كان يخضع لسيطرة الشيخ الأسير وتقوم القوات حاليا بتنظيف جيوب قليلة من المقاومة عند مشارف عبرا. وشوهد جنود الجيش وهم يرافقون العشرات من الرجال الملتحين،بعضهم كان يرتدي زي الجيش وقمصان سوداء،وينقلونهم إلى شاحنات بعد وقت قصير من الرصد من منطقة عبرا. وقال ضابط بالشرطة إنه تم اعتقال 100 رجل.وبدأت الاشتباكات أمس الاول الأحد عندما قتل أنصار الأسير ثلاثة جنود في نقطة تفتيش تابعة للجيش حين أوقفوا سيارة تابعة لأنصاره. وقال الجيش إن أكثر من 100 مدني أصيبوا. يذكر أن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان كان قد طلب في وقت سابقمن الجيش الاستمرار بالعملية العسكرية ضد المسلحين في مدينة صيداالساحلية الجنوبية جنوب لبنان وإزالة المربع الأمني للشيخ الأصولي أحمد الأسير وذلك خلال اجتماع طارىء عقده سليمان اليوم خصص لبحث الوضع الأمني في مدينة صيدا. وذكر بيان صادر عن الاجتماع الذي حضره وزراء وقيادات أمنية أن المجتمعينأكدوا «وجوب استمرار قوى الجيش تؤازرها باقي القوى العسكرية والأمنية فيتنفيذ إجراءاتها حتى الانتهاء من منع المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني (للشيخ أحمد الأسير) وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش». وطلب المجتمعون «من قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات التي تسمح بإجلاء المدنيين من منطقة العمليات العسكرية للحفاظ على سلامتهم وعلى سير العملية العسكرية». وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا بعد ظهر اليوم قالت فيه إن وحدات الجيش تواصل «عملياتها العسكرية في مدينة صيدا ومنطقة عبرا للقضاء على المظاهر المسلحة وتوقيف المعتدين على مراكز الجيش وإعادة فرض الأمن والاستقرار». وأضاف البيان أن العديد من المسلحين عمدوا إلى قنص عناصر الجيش «باستخدام المراكز الدينية سواتر لهم بالإضافة إلى اتخاذهم المواطنين الأبرياء دروعا لهم لتفادي المواجهة المباشرة مع قوى الجيش». وتابع البيان :»قيادة الجيش إذ تؤكد حرصها التام على دور العبادة وحياة المواطنين تدعو المسلحين الذين اعتدوا على مراكز الجيش والمواطنين وهم معروفون بالنسبة لها فردا فردا إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم فورا إلى قوى الجيش حرصا على عدم إراقة مزيد من الدماء». وأكدت قيادة الجيش «لجميع اللبنانيين أن الجيش ماض في اجتثاث الفتنة من جذروها ولن تتوقف عملياته العسكرية حتى إعادة الأمن إلى المدينة وجوارها بصورة كاملة وانضواء الجميع تحت سقف القانون والنظام». من جهة أخرى، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي مذكرة أعلن فيها الحداد العام «على أرواح الشهداء والضحايا من العسكريين الذين سقطوا نتيجة للاعتداءات على جيشنا الوطني في مدينة صيدا».