ارتفع عدد الشهداء بين عناصر الجيش اللبناني الذين قضوا في اشتباكات مع مسلحين من انصار الشيخ احمد الاسير الاحد في صيدا (جنوب لبنان)، الى ستة، بحسب ما اعلن بيان للجيش، فيما قتل مدني كان يرافق رجل دين في الطريق واصيب 35 شخصا بجروح، بحسب مصادر طبية. ونعت قيادة الجيش في بيان صادر عنها ضابطين واربعة عناصر قالت انهم "استشهدوا في عبرا"، ضاحية صيدا حيث تستمر المعارك العنيفة منذ بعد ظهر امس بين الجيش اللبناني وأنصار الاسير، والشهداء هم: الملازم الأول سامر جريس طانيوس الملازم الأول جورج اليان بو صعب الرقيب علي عدنان المصري الجندي الأول رامي علي خباز والجندي بلال علي صالح والجندي ايلي نقولا رحمة. وقال الشيخ نديم حجازي، وهو رجل دين سلفي معروف في صيدا، لوكالة فرانس برس انه اصيب بجروح اثناء توجهه الى مسجد في صيدا كان يسعى الى اطلاق نداء عبر مكبرات الصوت فيه لوقف اطلاق النار، لكنه تعرض لاطلاق نار تسبب بجرحه ومقتل مرافقه. وذكر مراسل وكالة فرانس برس وبعض السكان في المنطقة ان اصوات الانفجارات والنيران الرشاشة تسمع بغزارة، فيما تشاهد آليات الجيش تتنقل في ارجاء المدينة. وقال مصدر امني ان التوتر واطلاق النار امتد الى احياء عدة في مدينة صيدا وإلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين حيث تدور اشتباكات عنيفة بين مجموعة اسلامية متطرفة والجيش الموجود عند مداخل المخيم. وكان الجيش اللبناني اتهم "مجموعة مسلحة تابعة للشيخ أحمد الأسير ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني عند بلدة عبرا في صيدا"، مؤكدا انه لن يسكت عن "التعرض له سياسيا وعسكريا"، وانه سيرد على كل من "يسفك دماء الجيش". واوضح مصدر امني محلي في جنوب لبنان لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات اندلعت بعد اشكال بين الجيش ومسلحين من جماعة الاسير نتيجة توقيف حاجز للجيش سيارة تقل اشخاصا من جماعة الاسير. ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا "نداء من المواطنين الذي يقطنون الابنية السكنية في منطقتي عبرا والهلالية" المجاورة لعبرا، "يناشدون فيه الجيش وقوى الامن الداخلي وجمعيات الإسعاف الاهلية وكل العقلاء، العمل على نقلهم إلى أماكن آمنة". وذكرت بعض محطات التلفزة ان هؤلاء علقوا في منازلهم لدى بدء المعارك. في طرابلس (شمال لبنان) تعرضت مواقع ودوريات للجيش لاطلاق نار وقذائف صاروخية من دون ان توقع اصابات. وكانت المدينة شهدت قطع طرق عدة بالاطارات المحترقة مساء امس، قام بها مسلحون تضامنا مع الاسير. وقال امجد الاسير، شقيق الشيخ احمد الاسير، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس مساء امس ان شقيقه "لم يغادر مقره في عبرا، وانه موجود في ارض المعركة الى جانب انصاره". واضاف، بينما كانت تسمع اصوات الانفجارات الى جانبه عبر الهاتف، "هناك قصف عشوائي علينا. الجيش يقف الى جانب حزب الله. سنقاوم الى آخر لحظة، وحتى آخر قطرة دم". واتهم حزب الله بالمشاركة في قصف مواقع الاسير في صيدا. ولم يكن الاسير معروفا قبل نحو سنتين، لكنه برز الى الواجهة نتيجة مواقفه المعارضة للنظام السوري ولحزب الله المتحالف معه. ويتهم الاسير حزب الله بتكديس اسلحة في شقق قريبة من مقره ومراقبته والاعتداء على انصاره. وتندرج احداث امس ضمن سلسلة توترات امنية متنقلة بين المناطق اللبنانية منذ اشهر على خلفية النزاع السوري. وقد تصاعدت حدتها منذ الكشف عن مشاركة حزب الله في المعارك السورية الى جانب قوات النظام.