بات الوضع الاقتصادي والسياحي على شفير الهاوية وبات المواطن اللبناني يعيش خائفاً من الغد فمئات المؤسسات والمطاعم والفنادق اغلقت أبوابها والعديد منها سائرة على هذا الخط بسبب تورط حزب الله في وحول الحرب السورية التي تهدد العالم العربي. اشار رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر في حديث خاص ل»اليوم» الى ان «الهيئات السياحية تأملت بموسم اصطياف زاهر لعام 2013 في لبنان خصوصاً حينما حصل اتفاق وطني جامع على تعيين رئيس جديد للحكومة في لبنان (الرئيس تمام سلام) وعندما اعلن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري في تصريحات صحافية ان صيف لبنان سيكون واعداً، غير أن الاحداث السورية ودخول أحد الاطراف في لبنان على خط الحرب في سوريا وبشكل علني أدى الى ردات فعل عربية وغربية ساهمت في تردي الاوضاع الامنية والسياحة في لبنان خصوصاً حينما دعت هذه الدول رعاياها الى عدم المجيء الى لبنان». واسف الاشقر على «تردي الاوضاع الامنية المتنقلة من الهرمل الى عرسال وبعلبك والبقاع، لتشمل جميع المناطق اللبنانية والتي زادت «الطين بلة»، معرباً عن أمله «في تحسن الاوضاع في لبنان». واكد ان «الحجوزات في الفنادق ارتفت بعدما تم تعيين سلام رئيساً للحكومة الا انها بدأت بالتراجع مع انتشار الاخبار والمواقف السيئة وعمليات الخطف التي تحصل هنا وهناك اضافة الى العامل الرئيسي المتعلق بالحرب السورية ومشاركة اطراف لبنانية فيها». بدوره، قال الخبير الاقتصادي الفونس ديب «لقد بدا انعكاس تورط «حزب الله» في الحرب السورية «جلياً على الاقتصاد الوطني في العديد من النواحي، لا سيما في النشاط السياحي والحركة التجارية والاستثمارات الاجنبية»، معتبراً ان «المخاطر الناتجة عن هذا الموضوع في غاية الخطورة على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي». واضاف «لعل ابرز ارتدادات ذلك، قرار مجلس التعاون الخليجي بتشديد الحظر على الرعايا الخليجيين المجيء الى لبنان، واعتبار حزب الله منظمة ارهابية»، لافتاً الى انه «في المجال الاول، يمكن القول ان السياحة تلقت صفعة كبيرة لحرمانها للصيف الثاني على التوالي من الخليجيين الذين يعتبرون من أكثر السياح انفاقا في لبنان، حيث يبلغ عددهم نحو 40 في المئة من مجموع السياح في حين ان مردودهم يشكل نحو 65 في المئة من المداخيل السياحية». واشار الى ان «الاستثمارات الخارجية في لبنان والتي تشكل الاستثمارات الخليجية نسبة كبيرة منها تصل الى حدود 70 في المئة تلقت كذلك ضربة قوية بعد انخافضها. وختم «في دلالة على أهمية العمالة اللبنانية في الخليج اجتماعيا واقتصاديا، قدر تحويلات اللبنانيين من الخليج بنحو 7 مليارات دولار، وهي تشكل داعما اساسيا للاقتصاد اللبناني وكذلك للاسر اللبنانية لا سيما في ظل التردي الاقتصادي الذي يعيشه لبنان». ووصف نقيب أصحاب المطاعم والملاهي بول عريس في حديث الى «اليوم» الواقع السياحي الذي يمر بلبنان ب»الكارثة»، معلناً ان الكلام بأن لبنان كان مقبلاً على موسم سياحي واعد «غير دقيق»، موضحاً ان وزير السياحة فادي عبود «يسعى دائماً الى رفع المعنويات الا ان واقع الأرض لا يتطابق مع ما يردده، وخير دليل على ذلك القرار المتخذ من السياح العرب منذ ما يقارب عاما ونصف بعدم المجيء الى لبنان نظراً للاوضاع الامنية التي تعصف بهذا البلد، اضافة الى ان الرعايا العرب الموجودين في لبنان من أجل الدراسة والعمل طلب منهم ترك لبنان أو أخذ الاحتياطات اللازمة تحسباً الى أي وضع خطير، لذا فإن هذه القرارات والاجراءات أثرت بشكل كبير على الجندي المجهول للسياحة ألا وهو اللبناني الذي يعمل في البلاد العربية وافريقيا». وحمّل عري «الطبقة السياسية مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي وزعزعة المجتمع اللبناني بسبب ارتفاع نسبة البطالة واتساع دائرة الفقراء». وقال: «كان يجب على الفرقاء السياسيين تلبية دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى طاولة الحوار كي يتحاوروا في النقاط الخلافية، اضافة الى اقحام البعض نفسه في المواضيع والقضايا التي تتخطى حدود الوطن كالموضوع السوري والحرب الدائرة هناك غير آبهين بالعواقب التي قد سيدفع ثمنها المغتربون في البلدان العربية والذين يبلغ عددهم 450 الف مغترب تقريباً»، متمنياً على السياسيين «التفكير باللبناني، المغترب وبلقمة عيشه التي باتت في خطر». وأكد ان «الخطة السياحية تستلزم استقرارا امنيا وسياسيا واذا لم يتوفر هذان العاملان فلا سياحة». وتمنى على الدول الخليجية «عدم وضع الدولة والشعب اللبناني في السلة الواحدة، فهذا الشعب ينزف في الداخل والخارج والوضع صعب»، متوقعاً «وصول عدد الفنادق التي تتجه الى الاقفال في الجبل الى 20 فندقاً»، كاشفاً عن «اقفال ما يزيد عن 200 مطعم ومؤسسة منذ بداية العام في بيروت الكبرى».