إذا كان يقال للولد في مجتمع الأولاد إلعب يا ولد، فما المشكلة أن يقال للبنت في مجتمع البنات إلعبي يابنت، وأن تُمكن هذه البنت في وسطها الأنثوي من كل أنواع الرياضات؟ ولذلك أستغرب هذه الهجمة الشرسة على إدخال الرياضة لمدارس البنات، إلى درجة أنه خيل لي ، من جراء هذه الهجمة، أن السماء أرعدت والأرض اهتزت وبئنا بغضب من الله لهذا القرار الذي تردد وتأخر كثيرا. البنات يزددن شحوما ولحوما وسمنة وأمراضا ونحن لا نزال نقدم رجلا ونؤخر أخرى ونحذر من مغبة نزع الحجاب والحياء وكل ما يمت إلى الأخلاق بصلة. كأن رياضة البنات في الأساس صُنعت وطُبقت لتشكل مدخلا إلى الرذائل والموبقات. وهكذا هي، كما أعلم وتعلمون، كل الأمور التي تتعلق بالمرأة، من الاختلاط في أماكن العمل المفتوحة إلى قيادة السيارة إلى الابتعاث والسفر بمفردها، والآن رياضتها وبناء صحتها الجسدية والنفسية. لقد رُبطت العفة في السنوات الأخيرة بأشياء جديدة على مجتمعنا وحتى على ثوابتنا، مع أن أجدادنا وجداتنا وآباءنا وأمهاتنا علمونا أن عفة المرأة، أين ما وجدت أو تصرفت، ناتجة في الأساس من تربيتها وعقلها وضميرها، أي أن رياضتها مثلا ليست هي التي ستنقض عفافها إن كانت عفيفة، وليس منعها هو الذي سيعفها إن كانت غير عفيفة. العفاف سلوك فردي بحت ينبع من ذاتي وذاتك وذاتها، والمرأة مثل الرجل إن وثقت بها أصبحت محل ثقة وإن خونتها فلن يسعفها سوى قرارها وفعلها الشخصي في الإقدام على هذا التصرف أو ذاك.. ما أريد قوله ان المطارق والحواجز والأسوار العالية المانعة لا تصنع الأخلاق ولا تربي السلوكيات، بل هي مجرد سدود تمنع جريان نهر الحياة الطبيعية. تويتر: @ma_alosaimi