طالب عدد من المهتمين بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة بالمنطقة الشرقية جميع إدارات الجامعات الحكومية بالمملكة بتخصيص مقاعد دراسية تستوعب ذوي الاعاقة من فئة الصم وضعاف السمع والبصر والحركة، لكي يتسنى لهؤلاء المعاقين مواصلة دراستهم الجامعية في ظل الدعم الذي يجده قطاع التعليم العالي بالمملكة. الشاب خالد الهاجري "معاق حركياً" عند سؤالنا له حول هذا الموضوع قال: "الكثير من الجامعات الحكومية لم تطبق القرار الصادر قبل 12 عاماً بخصوص تخصيص مقاعد دراسية لفئة المعاقين سواًء الحركية أو السمعية أو البصرية أسوةً بالطلبة الأسوياء، مع أن هذه الفئة لديها طموح كبير في مواصلة الدراسة الجامعية، بل أن البعض منهم يريد مواصلة دراسته الجامعية ولو في الجامعات الأهلية ولكن لا تسعفه ظروفه المادية في ذلك وهذا يقف حجر عثرة في تحقيق طموحاتهم. وأردف الهاجري: "جامعة الملك فيصل بالإحساء خصصت مكتباً يتم فيه استقبال الطلبة المعاقين حركيا فقط ممن يرغبون التسجيل والالتحاق بالجامعة ولكن هذا المكتب دائما يكون مغلقا، ووجوده يعد شكلياً بالنسبة للجامعة وحتى ولو اعتبرنا أن الجامعة خصصت مقاعد دراسية للطلبة من فئة المعاقين حركياً فإن ذلك لا يعني استمرارهم بشكل دائم والسبب في ذلك أن البنية التحتية للجامعة غير مهيأة لهؤلاء الطلبة، حيث لا يوجد لهم أماكن مخصصة كالمزلاج والممرات سواء داخل القاعات أو خارجها والتي تمكن الطالب من الاستمرار في الجامعة، حيث يضطر الكثير منهم لترك الجامعة لهذه الأسباب. من جانبه أبدى رئيس فرع الجمعية السعودية للصم وضعاف السمع بالمنطقة الشرقية ضيف الله الغامدي استياءه من عدم إتاحة الفرصة إلى الآن للمعاقين لمواصلة دراستهم الجامعية فقال: "الجامعات الحكومية للأسف الشديد لا تولي أي اهتمام بمسألة قبول الطلبة خاصة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لديها كطلاب منتظمين والسبب في ذلك أن هذه الجامعات لا توجد لديها تجهيزات قد تمكن هؤلاء الطلبة من مواصلة دراستهم الجامعية. وأضاف الغامدي: "كل الجامعات التي تقع في مناطق المملكة الرئيسية لم تخصص مقاعد دراسية للطلبة الذين هم من فئة الصم وضعاف السمع سوى الكلية التقنية بمدينة الرياض والتي خصصت في كل عام ما يقارب 30 مقعداً دراسياً للطلبة الصم وضعاف السمع، والمشكلة هنا هم من يأتون من خارج مدينة الرياض تاركين أسرهم ومتكبدين عناء السفر خارج منطقتهم، مشيراً إلى أن جامعة الأمير محمد بن فهد في كل عام تقوم بتخصيص 70 مقعداً دراسياً مجاناً لكل من الطلاب والطالبات من فئة الصم وضعاف السمع بالمنطقة الشرقية لمواصلة دراستهم والحصول على شهادة الدبلوم لمدة عامين، وقد أثبتت هذه الفئة جدارتها في التحصيل الدراسي الكبير من خلال مستوياتهم ودرجاتهم العلمية. أما عميد القبول والتسجيل بجامعة الدمام عبدالعزيز الفهيد وفي اتصال مع "اليوم" فجاء رده حيال هذه المطالبات أن الجامعة وقعت اتفاقية مع عدد من الجهات الحكومية كوزارة الشئون الاجتماعية وكذلك بعض الجمعيات الخيرية بشأن التنسيق حول إمكانية قبول عدد من الطلبة من فئة المعاقين حركيا وسمعياً وبصرياً وذلك من خلال إرسال قائمة بأسماء كل الطلبة الذين تنطبق عليهم شروط الالتحاق بالجامعة، وأن الجامعة في كل عام لا تحدد كم نسبة المقاعد المخصصة للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث اعتبر الفهيد أن هؤلاء يعتبرون جزءاً من المجتمع ولهم كل الحقوق التي أقرتها الجامعة للطلبة الأسوياء. وعن توفير البنية التحتية داخل الجامعة للطلبة المعاقين حركياً قال الفهيد إن الجامعة وفرت كل الوسائل المتاحة التي تساعد الطالب المعاق على مواصلة دراسته كذلك الطلبة المكفوفون فقد خصصت الجامعة لهم أشخاصا يقومون بمساعدتهم أثناء فترة الدوام بالجامعة. بينما قال المشرف على مركز المعاقين بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور وجدي وزان ان الجامعة لا تقبل الطلبة من فئة الصم وضعاف السمع باستثناء الطالبات وفي تخصصات معينة كالتصميم والديكور، مشيراً الى أن الفئة التي يتم قبولها في كل عام هم فئة المعاقين بصرياً حيث قال ان نسبة المقبولين من الطلبة لهذه الفئة تقدر بحوالي 80 بالمائة وهؤلاء جميعهم لا يتم إخضاعهم لاختبار القدرات والمقاييس. وبين وزان أن المشكلة التي تعاني منها بعض الجامعات في المملكة والمتعلقة بقبول الطلبة من فئة المعاقين هي عدم توافر التخصصات الملائمة لهم، التي تناسب قدراتهم وهي تخصص التربية الخاصة وعلم النفس، وبالتالي فإن عدم قبولهم لا يعنى حرمانهم من الالتحاق بالجامعة. وأضاف وزان أن الجامعة الوحيدة بالمملكة التي تقوم باستقبال وقبول الطلبة من فئة الصم وضعاف السمع هي جامعة الملك سعود بالرياض حيث يتم إلحاقهم بكلية الآداب في تخصص الحاسب الآلي.