قبل أسبوع بالضبط، من الموعد الذي حددته المعارضة والقوى الثورية، للتظاهرات العارمة لسحب الثقة من الرئيس المصري، محمد مرسي، في 30 يونيو الجاري، يسود القلق أجواء البلاد، مع إعلان الحكومة خطط طوارئ للتعامل مع الأحداث المتوقعة. وبينما قالت أنباء، إن القوات المسلحة أعدت فرقًا من القوات الخاصة، فى أماكن ارتكاز غير مرئية، وجاهزة للتدخل السريع لحماية أي منشأة حيوية بالبلاد تتعرض للاعتداء أو الهجوم. أعلنت شركات الكهرباء، حال الطوارئ القصوى، تجنبًا لقطع التيار خاصة عن الأماكن الحساسة مثل ميدان التحرير، ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي. جاء ذلك، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة المصرية، رفع تأهبها اعتبارًا من الجمعة 28 يونيو، وأكدت الدفع بقرابة 2000 سيارة إسعاف في 19 ميدانًا بمحافظات مصر، تحسبًا لأي إصابات، إضافة لتأمين أطقم طبية جاهزة ومستشفيات ميدانية متنقلة بالميادين الكبرى. مخاوف الاغتيال في ذات السياق، تتزايد المخاوف من تدخلات «أجنبية» على خط التظاهرات، فيما أكد مصدر أمنى بجهاز سيادى أن الأجهزة الأمنية وصلت إليها تقارير بتعرض بعض الشخصيات العامة للاغتيال من شخصيات عامة ورؤساء أحزاب ومستشارين وإعلاميين، وأن الذي ينفذ هذه العمليات ليسوا مصريين إنما أشخاص من جنسيات مختلفة وتم رصد أكثر من خلية ستقوم بأعمال عنف وتخريب أثناء 30 يونيو. وأضاف أن الجهات المعنية قامت بوضع خطة لإفساد هذا المخطط. وربما كان هذا الاعتراف، وراء عدم حضور القياديين بالمعارضة، محمد البرادعي، وحمدين صباحي، مؤتمر جماهيري السبت، بعد تلقيهما تحذيرات أمنية، باستهدافهما ومحاولة اغتيالهما، ونصحهما بعدم الذهاب وهذا ما حدث فعلًا. تتزايد المخاوف من تدخلات «أجنبية» على خط التظاهرات، فيما أكد مصدر أمنى بجهاز سيادى أن الأجهزة الأمنية وصلت إليها تقارير بتعرض بعض الشخصيات العامة للاغتيال من شخصيات عامة ورؤساء أحزاب ومستشارين وإعلاميين غضب عسكري من جهة أخرى، أشعلت تصريحات القيادي بجماعة «الإخوان» محمد البلتاجي، والتي أطلقها السبت أمام حشد المؤيدين للرئيس، أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، الجمعة، نار الغضب المكتوب في الجيش المصري، الذي اتهمه البلتاجي تلميحًا بالمسؤولية عن هزيمة يونيو 67، إضافة لاتهامه ب»الشيوعية». ما سبب أزمة إضافية بين الجماعة والمؤسسة العسكرية قبل تظاهرات 30 يونيو. ورغم التزام قيادات الجيش، الصمت، حرصًا على عدم التصعيد، علمت (اليوم) أن القيادات العسكرية، وجهت استياءها للرئيس مما قاله عضو الجماعة، واستنكرت محاولات الإخوان الزج بالجيش في صراع سياسي، لكسب نقاط مع الخصوم على حساب المؤسسة العسكرية. وبينما حاولت الجماعة، التخفيف من أثر التصريحات، موضحة في رسائل لوسائل الإعلام -حصلت (اليوم) عليها- أن البلتاجي لم يذكر الجيش إطلاقًا في كلمته، شنّ عسكريون سابقون هجومًا لاذعًا على القيادي الإخواني، إذ قال اللواء حمدى بخيت -الخبير الاستراتيجى- إن فاقد الوطنية يتحدث بلهجة سيئة عن جيش مصر فالوطنى من يحارب من أجل مصر ومن يشوه جيش مصر فاقد الوطنية فالمطلوب لغة حوار محترمة، علق اللواء سامح سيف اليزل -الخبير الاستراتيجي- على ما قاله البلتاجي، قائلًا: إن «آخر معلومات يمتلكها سنة 67 ويبدو أنه كان مسجونًا أو خارج مصر وربما لا يعلم أن الجيش المصري هزم إسرائيل عام 73»، مشيرًا إلى أن كل الدول تقدر الجيش المصري وهو من أقوى وأكبر 10 جيوش في العالم. وأضاف سيف اليزل، أن المصري الحقيقي هو الذي يقدر جيشه الذي يشهد له العالم كله ويحترمه. مطالبة بالاستقالة على صعيد آخر، طالب الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، والقيادي بجبهة الإنقاذ، الرئيس مرسي بتقديم استقالته من أجل «المصلحة الوطنية، كما انتخبه البسطاء من أجل مصلحة مصر، واليوم يطالبونه بالاستقالة». وفي كلمته، أمام مؤتمر «إدارة المرحلة بعد رحيل مرسي»، والذى عقد أمس، بأحد فنادق القاهرة. قال البرادعي :» إننا اليوم نطرح رؤية واضحة وصريحة لما بعد 30 يونيو بمفهوم جديد»، واتهم نظام الرئيس مرسي أنه «ركز على تقسيم المجتمع على أساس طائفي»، مؤكدًا علي أن المعارضة تمد أيديها للجميع مادام لا يفرض وصايته على الآخر. وقدم البرادعي الشكر لحملة «تمرد»، مؤكدًا أنها «ممثلة للشعب المصرى الذى شعر بأن ثورته سرقت منه، واليوم سنقدم البديل للشعب المصري ونقدم له رؤية واضحة حول المستقبل». تهديد بالعصيان في ذات السياق، قال الدكتور عبدالله المغازى، المتحدث باسم حزب الوفد، إنه فى حال عدم تحقيق الأهداف التى سيتظاهرون من أجلها يوم 30 يونيو، وهى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بسبب عدم قدرة النظام على إدارة البلاد بقدرة وكفاءة عالية، سيستمرون فى نضالهم وضغطهم السلمى على النظام. وكشف المغازى، عن اللجوء للاعتصام فى جميع الميادين كورقة ضغط على النظام للاستجابة لمطالبهم، وصولًا إلى الإضرابات، وفى نهاية الأمر اللجوء للعصيان المدنى، الذى سيتسبب فى شلل كامل فى معظم مرافق الدولة، فى حال استمرار التعنت أمام المطالب الشعبية.