اختتم زعماء مجموعة الثماني قمتهم أمس الثلاثاء مع تصدر الاقتصاد العالمي والتهرب الضريبي جدول الأعمال. وتركز الاجتماعات العملية في إسينكلين بأيرلندا الشمالية على ما أسماه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بثلاث مهام هي: تحديث القواعد الضريبية الدولية وتحقيق شفافية مالية أكبر وتحرير التجارة. كما بذل الزعماء جهودًا مستميتة من أجل الاتفاق على بيان مشترك بشأن سوريا بعدما بدت الانقسامات واضحة بين روسياوالولاياتالمتحدة خلال محادثات الاثنين. وعقب اجتماعي ثنائي بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وهو أول اجتماع مباشر بينهما منذ عام، قال أوباما إن واشنطنوموسكو لا يزال لديهما «رؤى مختلفة بشأن المشكلة». وقال أوباما إنه وبوتين اتفقا على أهمية خفض العنف وتأمين الأسلحة الكيماوية وحل الصراع عبر الوسائل السياسية، مع اتفاق الزعيمين على أن دفع النظام السوري والثوار للجلوس على طاولة المفاوضات لا يزال هو الهدف. وتقول ألمانيا التي هي على عكس الولاياتالمتحدة إنها لن تسلح الثوار السوريين على الرغم من وجود أدلة تشير إلى استخدام الأسلحة الكيماوية من جانب النظام معلنة أنها ستضاعف مساعداتها الإنسانية إلى اللاجئين السوريين. وفي بيان أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستضيف مبلغ بقيمة 200 مليون يورو هذا العام إلى الصندوق الألماني للاجئين من الحرب الأهلية في سوريا والذي يبلغ رأسماله حاليا 190 مليون يورو. وقالت الولاياتالمتحدة الاثنين إنها ستقدم 300 مليون دولار أخرى في شكل «مساعدة إنسانية لإنقاذ الحياة». بيان ختامي بدون مساهمة روسيا من جانبهم قال مسؤولون بريطانيون إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يريد أن يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خطة يأمل أن تكون خطة سلام دولية لإنهاء الصراع في سوريا لكنه ربما يمضي قدمًا بدونه. وأشار المسؤولون إلى أنه في حالة عدم التوصل إلى توافق فإنه قد يصدر بيان ختامي في نهاية القمة بدون مساهمة روسيا وباسم مجموعة السبع بدلًا من مجموعة الثماني. ويأمل كاميرون أن يمهد البيان الطريق لعقد مؤتمر سلام عن سوريا في جنيف للاتفاق على تفاصيل كيفية تولي حكومة انتقالية سلطات إدارة الرئيس بشار الأسد. وقال أحد المسؤولين «لابد أن يصدر بيان يمكن أن نوافق عليه جميعًا أو بيان لا يوافق عليه البعض». وحدث اشتباك متكرر بين الغرب وروسيا بشأن أفضل طرق إنهاء الصراع السوري وأحبطت موسكو محاولات لإدانة الأسد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتبيع في الوقت ذاته سلاحًا للجيش السوري النظامي. روسيا تتدخل لصالح الأسد وعن دور روسيا في مساعدة حليفهم الأسد قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي للصحفيين أمس الثلاثاء إن بلاده حالت دون ذكر مصير الرئيس السوري بشار الأسد في البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني. وأضاف أن من المرجح أن يسعى زعماء مجموعة الثماني بمن فيهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما لتحقيق تقدم فيما يتعلق بعقد مؤتمر للسلام حول سوريا وهو ما ترى موسكو أنه السبيل الوحيد لتسوية الصراع السوري. وقال ريابكوف للصحفيين على هامش القمة المنعقدة قرب بلدة إنيسكيلن «بحلول نهاية اليوم سترون وثيقة جادة ومتماسكة حول سوريا لم يتم تخفيفها». مؤتمر السلام مؤجل قال مصدر قريب من محادثات مجموعة الثماني أمس الثلاثاء إن من غير المرجح عقد مؤتمر دولي للسلام يهدف لإنهاء الصراع في سوريا قبل أغسطس وذلك بعد أن اختلف زعماء المجموعة مع روسيا حول طبيعة الحكومة الانتقالية التي سيجري تشكيلها. وقال المصدر «الموقف أشبه بوقوف سبعة أمام واحد فيما يتعلق بسوريا ومن الواضح أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يتراجع عن آرائه». هروب رأس المال إلى ملاذات ضريبية آمنة وفي ظل استضافته القمة، اتخذ كاميرون موقفًا متشددًا إزاء مسألة هروب رأس المال إلى ملاذات ضريبية آمنة. وإذا ما تمت الموافقة على خططه، فإن ملاذات ضريبية في الخارج مثل جزر كايمان وبرمودا ستضطر في المستقبل إلى تبادل المعلومات. كما يريد كاميرون إنشاء سجل يوضح ملكية شركات الواجهة. وفي بيان صدر في أعقاب اجتماع عمل بشأن الاقتصاد العالمي، قال زعماء مجموعة الثماني إن النمو الاقتصادي والوظائف هي «أولى أولوياتهم» في ظل سعيهم لمعالجة «ضعف» الآفاق العالمية إذ تمثل البطالة هاجسًا خاصًا. وقال البيان إن «تشجيع النمو وزيادة عدد الوظائف هو أولويتنا الأولى. ونحن نتفق على تعزيز التعافي العالمي عبر دعم الطلب وتأمين ماليتنا العامة واستغلال كل مصادر النمو. وتظل مكافحة البطالة وخصوصًا البطالة على المدى الطويل وبطالة الشباب أمرًا حيويًا على جدول أعمالنا محليًا وجماعيًا». وتتألف مجموعة الثماني من الدول الصناعية السبع الكبرى وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولاياتالمتحدة إضافة إلى روسيا والاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يقوم الرئيس أوباما بزيارة إلى برلين فور انتهاء قمة مجموعة الثماني.