اعترف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بوجود خلافات بين لندن وموسكو حول الملف السوري، لكنه أكد أن على ضرورة التوصل إلى قرار بشأن الانتقال السلمي للسلطة في هذا البلد المتأزم. تبدأ غدا الاثنين فعاليات قمة مجموعة الثماني في منتجع لوف أرني للغولف في إيرلندا الشمالية، وتتصدر الأزمة السورية جدول أعمال القمة التي تمتد ليومين بوصفها أكثر قضايا السياسة الخارجية إلحاحاً في الوقت الراهن. وقبيل ساعات من القمة، عقد قمة ثنائية في مقر رئاسة الحكومة البريطانية في لندن بين لرئيس الروسي فلاديمير بوتين وديفيد كاميرون حيث وصل متأخرا ساعة عن موعد اللقاء. وتركزت المحادثات على وجه الخصوص حول سبل وضع حد للحرب في سوريا قبيل قمة الدول الثماني، فضلا عن قضايا دولية أخرى والعلاقات بين البلدين. واعترف كاميرون في تصريحات بعد اللقاء بأن هناك "وجهات نظر مختلفة بين لندن وموسكو حول لأزمة السورية ولا يوجد اتفاق تام بينا، ولكننا لدينا الاصرار الكامل على وضع حد لتصاعد الازمة والوصول الى قرار بشأن الانتقال السلمي وايجاد حكومة مؤقتة تحل مكان نظام بشار الأسد". واضاف كاميرون: "ولكنني رغم الاختلافات متأكد اننا سنتوصل في النهاية الى موقف موحد حول الأهداف النهائية فيما يتعلق بالشأن السوري وحاصة للحؤول من دون تقسيم أو انهيار سوريا، ودعم الشعب السوري لتحقيق أهدافه في من سيحكمهم في المستقبل، وأخيراً مواجهة المجموعات المتشددة في سوريا". وتأتي المحادثات الروسية – البريطانية في أعقاب إعلان إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما أنها قررت تسليح المعارضة السورية بعد ان ثبت لها ان القوات الحكومية استخدمت أسلحة كيماوية في الحرب الاهلية. ولم يعلق بوتين حتى الآن علنا على القرار الأميركي، لكنه سبق ان حذر الغرب من ان مثل هذا القرار لعب بالنار. وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف للصحافيين إن لقاء لندن يعقد بدعوة من كاميرون، مشيرا إلى أنه يأتي استمرارا لسلسلة الاتصالات بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني. والتقى بوتين وكاميرون آخر مرة في شهر مايو/أيار الماضي في مدينة سوتشي الروسية. وأضاف أوشاكوف أن الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني سيبحثان القضايا الملحة للعلاقات الثنائية استكمالا لمحادثتهما في سوتشي وعددا من القضايا الدولية. وقال إن بوتين وكاميرون سيبحثان القضايا الدولية والإقليمية الملحة، وخاصة الأزمة السورية. وأضاف: "يتطابق نهجا روسيا وبريطانيا حيال تسوية الأزمة في سورية كثيرا. الأولية لبلدينا هي وقف العنف في أسرع وقت والحفاظ على وحدة الأراضي وسيادة الدولة السورية". وسيتوجه كاميرون وبوتين يوم غد الاثنين إلى مدينة لوخ إيرن في إيرلندا الشمالية للمشاركة يومي 17 و18 من يونيو/حزيران الحالي في أعمال القمة الدورية لمجموعة الثماني التي تضم إلى جانب هاتين الدولتين كلا من الولاياتالمتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا واليابان.