تعتبر صناعة الأسمنت من الصناعات التنموية و الاستراتيجية لكونها ترتبط مباشرة بأعمال الانشاء والتعمير حيث يستخدم الأسمنت كمادة رابط هيدروليكية من مواد البناءو الخرسانة , وعادة ما تنشأ معامل الأسمنت بالقرب من مصادر المواد الأولية لتخفيض كلفة نقل هذه المواد . و تصنف صناعة الأسمنت من ضمن الصناعات الثقيلة و الخطرة التي تتخوف العديد من المنظومات الدولية البيئية من مخاطرها البيئية و الصحية و الناتجة عن تلوث الهواء خصوصا عند تواجدها بالقرب من المناطق السكنية . تنتشر عن مصانع الأسمنت بعض الملوثات الغازية كأكاسيد النتروجين والكبريت وثاني أكسيد الكربون وأول اكسيد الكربون بالأضافة الى الدقائق المحمولة مع غازات الاحتراق على شكل غبار ذي أقطار صغيرة وهذه الغازات تسبب تلوثا كبيار للبيئة المحيطة بالأضافة الى الزئبق والكادميوم , ويعتبر ثاني اكسيد الكربون و أول اكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد الأزوت والغبار من الملوثات الرئيسية التي تسبب التلوث للبيئة المحيطة والواجب معالجتها والتخلص منها . تنتشر عن مصانع الأسمنت بعض الملوثات الغازية كأكاسيد النتروجين والكبريت وثاني أكسيد الكربون وأول اكسيد الكربون بالأضافة الى الدقائق المحمولةأما فيما يخص المخاطر الصحية الناجمة عن الغبار المتطاير من مصانع الأسمنت فقد ذكرت دراسة تم اعدادها في احدى الدول العربية عن التأثيرات الصحية والتنفسية المزمنة على القاطنين في محيط مصنع أسمنتي أو ضمن تجمعات سكنية تبعد (15 كم ) عن المصنع ، ويفترض أنها لا تتعرض نهائيا لأغبرة المصنع ، حيث خلصت نتيجة هذه الدراسة الميدانية الى أن هناك (24) تجمعا سكنيا تتعرض لأغبرة معمل الاسمنت في أوقات وفترات زمنية متفاوتة ومتغايرة ، ويتعرض (16) تجمعا سكنيا لأغبرة الاسمنت حوالي 4 شهور في السنة , بينما كان هناك عدد (5) تجمعات تتعرض معظم أيام السنة أي بين 5- 9 أشهر ، و ( 3 ) تجمعات سكانية تتعرض للأغبرة طوال العام ، وقد بينت نتائج هذه العينات أن (17%) تعاني الربو القصبي و (28%) التهاب القصبات المزمن و (1%) التهاب القصبات المزمن الحاد و (1%) من نفاخ الرئة ، وهؤلاء يتعرضون لأغبرة الاسمنت و (20%) نسبة انتشار التهاب القصبات المزمن وهناك (37%) من العينة يعانون السعال التحسسي من أغبرة الاسمنت ، أما (5%) المتبقية فتعاني السعال التحسسي الدائم ، وكان الربو القصبي عند النساء (25%) وعند الذكور (10%) أما التهاب القصبات المزمن عند النساء فكان (15%) و (40%) عند الذكور . باحث و ناشط في الصحة البيئية و المهنية [email protected]