تكشفت حقائق جديدة ل (المدينة) عن الآثار الصحيّة التي انعكست على السكان في محافظة مهد الذهب نتيجة تلوث البيئة المحيطة بالمنجم بالعناصر الثقيلة، وقال مصدر طبي -رفض ذكر اسمه- أن 15 حالة يوميًا مصابة بالربو تردد على المسشفى وتصل سنويًا إلى (5400) حالة، كما سجلت الإحصائيات 20 حالة يوميًّا و(7200) حالة سنويًّا لمرضى الالتهابات التنفسية، كما بلغ عدد المراجعين الذين يعانون من حساسية الأنف (3600) حالة سنويًّا بمتوسط عشر حالات يوميًا، فيما بلغت مراجعات إصابات حساسية الجيوب الأنفية 12 حالة يوميًا وتصل سنويًا إلي (4320) حالة، فيما تسجَل 14 حالة يوميًا لمصابين بالرمد الربيعي، وأضاف المصدر ل (المدينة) أن تلوث الجو والبيئة بسبب المصانع والتنقيب يسبب أمراضًا مستعصية وأمراض الربو وهي أمراض تنتج عن ارتكاس الجسم البشري لمحسسات خارجية وهذا الارتكاس يظهر فى صورة أمراض عديدة منها الربو القصبي وأعراضه السعال وضيق التنفس نتيجة تعرض الشخص لملوثات الجو (غبار - تدخين - دخان المصانع - تلوث البيئة بعمليات التعدين...) وهو ما يؤدي إلى ضيق في القصبة الهوائية. وتلوث الجو بالغبار الناعم ليس فقط يؤدي لحدوث الربو وإنما يؤدي لزيادة النوب وشدتها عند مريض مستقر إضافة إلى أمراض أخرى كالتهاب الأنف التحسسي والذي يظهر بحكة وسيلان الأنف وحكة العيون وهذه الحالات تظهر بشكل موسمي في فصل الربيع لكن عندما يوجد تلوث بيئي شديد فتجد هذه الحالات على مدار العام. ومرض التهاب القصبة التحسسي يحدث نتيجة عدوى فيروسية من شخص مصاب ويؤدي التلوث إلى بطء تعافي المريض، ولابد من الإشارة إلى التهاب العين التحسسي الذي تبدأ أعراضه باحمرار العينين مع وجود حكة فيها، وقد أشار المصدر إلى أن هذه الأمراض يشارك فيها التأهب الوراثي إضافة للعامل البيئي بمعنى وجود شخص لديه تأهب وراثي في بيئة ملوثة فيها درجة عالية من المحسسات خاصة الغبار يؤدي لحدوث المرض فإن تلوث الجو يزيد من شدة الأعراض لدى المريض المستقر فيؤدي لصعوبات في العلاج وعدم الاستجابة للعلاج الدوائي. وكان عدد من السكان المجاورين للمنجم قد أكدوا إصابتهم بأمراض جمة جراء جوارهم للمنجم وقال نايف فارس المطيري والذي يسكن بجوار المنجم أن لديه طفلاً يبلغ من العمر 9 سنوات وابنة تبلغ من العمر 6 سنوات جميعهم مصابون بمرض الربو المزمن مما تسبب في ذهابه لمستشفى المهد العام يوميًا لإعطائهم (أكسجين) بالإضافة إلى والدته التى تبلغ من العمر 70 عامًا، كما أكد أنه لا يخلو منزل بالمحافظة إلاّ ولديه إصابة بمرض الربو وأكثر من ذلك، بالإضافة إلى الأمراض الأخرى المنتشرة فى المحافظة مثل حساسية الأنف والجيوب الأنفية والرمد الربيعي والتهاب الصدر وغيره من الأمراض المستعصية، ولقد سبق وأن طرقت أبواب الجهات الحكومية المعنية بعدد من الشكاوى الرسمية ولم تحدث أى استجابة. وقال خالد عوض المطيري -35 عامًا- أنه مصاب بالفشل الكلوي منذ عشر سنوات وأجري عملية الغسيل بمستشفى المهد العام لثلاثة أيام في الأسبوع وتردد على مستشفيات حكومية وخاصة للعلاج وقد أثبتت التقارير بأن إصابته بالفشل الكلوي ناتجة عن سموم المنجم والتلوث الناتج عن عملية التعدين، وقد سبق وأن قدم تقرير صادر من مستشفى الحماد بالرياض، وآخر من المستشفى الوطني بالمدينةالمنورة -تحتفظ (المدينة) بنسخة منهما لجهات الاختصاص- وجاء في التشخيص الذي كتبه الطبيب “التهاب تفروزي بكوبيبات الكلى نتيجة وجود متلازمة كلوية ناتجة عن التسمم بالذهب” وهو ما يعد دليلاً قاطعًا على حجم الكارثة التي يعاني منها سكان المهد. محافظ المهد يتجاهل صوت الأرقام ويطلب الاطّلاع على المادة قبل نشرها “المدينة” اتّصلت بمحافظ المهد مصلح بن مسعد الجهني لمعرفة رأيه فى قضية تلوث المنجم والأمراض التي تهدد الأهالى فطلب إرسال المادة للاطلاع عليها قبل نشرها للرد عليها، رافضًا التعليق على القضية، رغم مدّه بالأرقام والإحصاءات المخيفة.