حذر الخبير في شؤون الاستيطان خليل تفكجي مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق، من التبِعات المترتبة عن ادعاء جهات إسرائيلية ملكيّتها لقطع أراضٍ في منطقة الصوانة إلى الشرق من البلدة القديمة من القدسالمحتلة ، مشيراً بهذا الخصوص إلى الإعلان المنشور من قبل أحد المحامين الاسرائيليين من رامات جان ،ويُدعى عيدي يحزقيلي في الثامن والعشرين من أيار المنصرم الذي يُمهِل عدة عائلات مقدسية مدة ثلاثين يوما للاعتراض على ما تدعيه تلك الجهات اليهودية بملكيتها لأراضي تلك العائلات٫ وهي: متولي وقف الحاج موسى الخالدي، حلمي صادق عبد الوهاب الحلواني، محمد ناصر الدين بكر الشهابي، فاطمة بنت محمود سليم عبد الله أبو الهوى، ومتولي وقف حسن أفندي الحسيني. وقال تفكجي في لقاء خاص ل(اليوم): رغم أن معظم تلك العائلات تملك أوراقا ومستنداتٍ رسمية صحيحةً وثابتة الصحة بملكية أراضيها تلك، فإن ما نشر بهذا الشأن يُدلِّل على أن الجانب الإسرائيلي بدأ مرحلةً جديدة من السيطرة على عمق الأحياء الفلسطينية بعد أن دخلها في السابق، موضحا أنهم من خلال القراءة الأولى للمناطق تم الإعلان عنها على أنها أراضٍ تعود لأملاك يهودية بالقرب من الحديقة القومية والواقعة خلف الإبراهيمية، فإن ما يهدفون إليه هو تحقيق اتصال جغرافي ما بين البؤرة الاستيطانية المسماة "بيت أوروت" وهذه المناطق، ما يعني بالدرجة الأولى وجود تفكير حقيقي بإقامة بؤرة استيطانية تمتد بدءًا من رأس الصوانة أي الطور حتى منطقة الكلية الإبراهيمية. وتابع يقول: إن هذا يعني أن الجانب الإسرائيلي بدأ يرسم ملامحَ ما أطلق عليه الحدائق التوراتية، وهي جزءٌ من الحديقة القومية التي ترتبط بما يُسمّى ب"التراث اليهودي" ،حيث ستُقام مراكز توراتية ترتبط بالجامعة العبرية، وترتبط بإدعاء أن القدس لن تُقسّم، على الرغم من أن جزءًا من هذه الأراضي مصادرةٌ للمصلحة العامة سنة 1968، وجزءٌ من هذه الأراضي مصادر كحديقة قومية في 1982. أبعاد ديموغرافية وربط تفكجي بين هذا المخطط، وبناء 22 وحدة استيطانية على جبل الزيتون في "بيت أوروت"، وإذا ما تم البناء في هذه المنطقة بعد تحويلها من مناطق مصادرة الى مناطق بناء , وكذلك البناء في المناطق المحيطة بالتجمعات الفلسطينية خاصة في القطعة 17 القريبة من الكلية الإبراهيمية والقريبة من مستشفى الهلال، فإن هذا يعني أن هذه المنطقة ستتحول إلى فسيفساء محاطة بالإسرائيليين من جميع الجهات. مستقبل البناء الفلسطيني في هذه المنطقة وأكد تفكجي أن جزءًا كبيرا من الاراضي في محيط البلدة القديمة من القدس، يمنع أصلا البناء الفلسطيني فيها، وبالتالي يحدث هنا عملية طرد سكاني، بينما سيكون البناء اليهودي فيها مختلفا تماما، أمّا بقايا الأراضي الفارغة، فهي بقايا للفلسطينيين، وبالتالي تتحوّل بالنسبة للمواطن الفلسطيني إلى عملية خلع وإحلال، وهو ترجمة لمشروع شارون المعروف بمشروع 26 بوابة للبناء داخل الأحياء الفلسطينية، بني منها حتى الآن سبعة أحياء، مثل "بيت أوروت" في جبل الزيتون، وحي رأس العمود، والشيخ جراح ، وفندق شبرد ، وهي جزء من مسلسل أكبر. قانون حارس أملاك الغائبين وفيما يتعلق بما قدّمه المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية بشأن أملاك الفلسطينيين من أبناء الضفة الموجودة في القدس، قال تفكجي: لقد حذرنا أكثر من مرة، من أنه لم يتبقَّ للفلسطينيين في القدس سوى 13% من المساحة الإجمالية للأراضي، وستنخفض هذه النسبة إلى أقل من ذلك، بعد تفعيل قانون أملاك الغائبين ، وهذا يعني مستقبلاً أن كلَّ بيتٍ فلسطيني سيكون له شريك يهودي في القدس. ذكرى النكسة وفي استعراض موجز لمعطيات النكسة بعد 46 عاما من حدوثها، قال تفكجي: "في العام 1967م لم يكُن هناك أيّ إسرائيلي، لكن اليوم هنالك 200,000 مستوطنٍ،في حين كان عدد المقدسيّين العرب في ذلك العام 70 ألفاً، ليصبحوا اليوم 360 ألفا ، أمّا عدد الوحدات السكنية للمقدسيين فكانت قبل النكسة 12,000 ، مقابل صفر من الوحدات الاستيطانية لليهود، لكنها اليوم 42,000 ، مقابل 58,000 للمستوطنين اليهود، وبمقارنة بسيطة، كان الفلسطينيون يملكون 100% من القدس، أمّا اليوم فلا يملكون سوى 13 % فقط .