هذه مناشدة لكل من بيده مسؤولية أن يسارع لإنقاذنا من المقاولين الفاسدين وأذنابهم الذين أكلوا الأخضر واليابس، ودمروا كل مشروع وطني كنا نعقد عليه آمالاً وطموحات كبيرة، فأصبحت مشاريعنا بسبب فساد هؤلاء الفاسدين إما مزهقة للأرواح أو محبطة للآمال أو أضحوكة للعالم على أجهزتنا الرقابية! هل انقرض المقاولون من البلد بحيث أصبح لكل وزارة مقاول محدد، لا يمكن أن تخرج مشاريعها عن اسمه، فهو الذي يعرف دهاليزها، ويرعى مناسباتها، وهو الذي يهنئ مسؤوليها بترقياتهم من خلال إعلانات الصفحات الأخيرة الملونةمن المشاهد المخيفة أن خلف كل قضية فساد في البلد كبرت أو صغرت لا بد أن تجد مقاولاً وطنياً أو أجنبياً شريكاً في هذه القضية! ووجود المقاول الفاسد يعني وجود ذنب أكبر وأذناب تابعة لهذا الذنب متمكنة في الوزارة المستهدفة، تختلف مراتب هذه الأذناب الوظيفية ولكنها تتفق في الهدف والتغطية! فسلسلة الفساد متصلة وما نراه في كثير من الأحيان ما هو إلا رأس الجبل فقط، أما جذوره فهي راسخة في كل وزارة من وزاراتنا وللأسف! هناك نهب شرس ومتمرس، وكل يسابق التقاعد لأخذ نصيبه من قطعة النار التي تتدافع منذ أن تخرج من ميزانية الدولة وحتى تصل إلى حساب المقاول وأذنابه! لذلك إن كنا نريد مصلحة البلد حقيقةً، فيجب أن نبدأ حملة وطنية عاجلة وشاملة وذات خطة زمنية محددة، لتصحيح أوضاع المقاولين المشبوهة، ولنستفد من حملة تصحيح أوضاع العمالة التي رأينا آثارها واضحة! هل انقرض المقاولون من البلد بحيث أصبح لكل وزارة مقاول محدد، لا يمكن أن تخرج مشاريعها عن اسمه، فهو الذي يعرف دهاليزها، ويرعى مناسباتها، وهو الذي يهنئ مسؤوليها بترقياتهم من خلال إعلانات الصفحات الأخيرة الملونة، وبالتالي هو الذي تنزل عليه مشاريعها المليونية، وهو الذي يقسمها على مقاولي الباطن الذين ينتظرون أعطياته وأوامره؟! يجب أن يعاد النظر في وضع العقود الحكومية، ويجب أن يساهم المجتمع في حماية نفسه من جحافل الفساد بتغيير نظرته المادية القائمة على تقييم الرجل بحسب ما يركب وما يلبس وما يوجد في رصيده حتى ولو كان من السلب والنهب! ويجب أن يرسل هؤلاء المقاولين إلى المكان اللائق بهم وليس هناك أليق من السجن للحرامي، وعلينا أن نتوقف عن تكرار العبارة الشهيرة (ما عندنا غيره!). وحتى تتحرك هيئة مكافحة الفساد، على الوزارات أن تبادر لدفع التهمة عن نفسها، وتنقية مشاريعها من الخونة وأذنابهم، وإلا فانتظر تخوين الأمين وائتمان الخائن وتحطيم الآمال! وهنا ماذا يبقى غير الدمار؟! تويتر : @shlash2020