هاقد أقبل الصيف يتهادى، بكل مافيه من جمال وشوق للماء والخضرة وبكل قسوة طبيعته وأجوائه الحارة والخانقة وهو موسم السياحة في كل بلاد العالم تقريبا وفي المملكة العربية السعودية خاصة، وقد كانت واحتا الأحساء والقطيف مواطن للسياحة الصيفية التي لامثيل لها في المنطقة الشرقية، فتشد الرحال لها من كل مكان على امتداد المنطقة ولمدة يومين او ثلاثة او بالكثير أسبوع . ولكن الآن في الزمن البئيس حيث سيطر الطمع والجشع والشح على الانسان حتى أصبح من السيئ ومن السوء أن يسوم اخوانه المصطافين سوء الغلا ، فيجعل الأسعار نارا مشتعلة وأيضا مرتفعة في السماء والخدمات دمارا, فلم الانسان يتعب نفسه ويدفع والحصيلة خسارة وضيقة صدر؟! لابد من إعادة النظر في برامج الهيئة العامة للسياحة والآثار إن كان ثمة برامج لها لتشجيع السياحة في وطننا الشاسع المسافة والموارد. عندما يدعو مسؤولوا السياحة للسياحة ولمهرجاناتها في مناحي البلاد ثم وبعد افتتاح المهرجان يسافر الأثرياء إلى خارج الوطن للسياحة فإن المواطن يفتح عينيه دهشة وتعجبا فالكلام في جهة والأفعال والحقيقة في جهة أخرى بعيدة!! وعندما نشعل أسعار الشقق المفروشة والفنادق نارا موقدة ثم ندعو لصيف الوطن الحارق بلا حياء ًمن كل الجهات فذلك الخذلان المبين. علينا قبل أن ندعو للسياحة في وطننا الكريم أن نبادر لتهيئة هذا الوطن للسياح من الداخل والخارج، وأن تكون النظافة أولا ثم كسر شوكة الأسعار وجعل كل شيء في متناول قدرة السائح بمختلف الأعمار والفئات والأرصدة. الجمال الطبيعي يجعل من الوطن محط أنظار السواح المصطافين ولكن النظافة والبلاد التي تحترم ضيوفها وتسهل لهم الإقامة في البلد وتنشئ من أجلهم المراكز والمحطات والحدائق والمتنزهات النظيفة والبسيطة والمريحة تكون بالدرجة الأولى وجهة من يفكر بالسياحة وجعلها وجهته المختارة في كل عام واختياره الأول ولكن أن تكون البلد الأسعار بها نار ولا طبيعة تشجع على المجازفة فبالله عليكم ماهو عنصر الجذب لها؟! وفي وطننا الحبيب بلدان من تهفو لهما الأفئدة ويتمنى المرء الرحيل نحوهما مهما كان عمره ألا وهما مكة مهبط الوحي ومسقط رأس النبي صلى الله عليه وسلم والمدينة المنورة التي شع منها الاسلام وفاض سلسبيله على رحاب كوكب الأرض بلا استثناء من مشرقها إلى مغربها حتى ملأ الكون كله نورا وغبطة. لابد من إعادة النظر في برامج الهيئة العامة للسياحة والآثار إن كان ثمة برامج لها لتشجيع السياحة في وطننا الشاسع المسافة والموارد. وليس فقط برامج إعلامية على الورق وعندما يحزم السائح أمتعته إليها لايجد شيئا على الطبيعة مما سبق وقرأ او سمع عنه فيفقد ثقته ولا يعود يكرر زيارتها إلا مضطرا وليس راغبا. على الهيئة تشجيع الاستثمار في السياحة ودعمه ماديا ومعنويا في محاولة لجذب السائح المواطن قبل السائح من خارج الوطن أما الكلام فقد مل الناس منه ويبقى الفعل أكثر مصداقية من القول مهما حاولنا تمجيده عبر أجهزة الإعلام وكفانا أحاديث تروى لا مصداقية ولا حقيقة لها.وكل صيف وأنتم بخير وصحة وسلامة ومن حسن إلى أحسن بإذن الله. twitter:@NSalkhater