بالرغم من أن المؤشرات تؤكد نجاح تجربة التمويل التجاري الإسلامي وذلك لربما يكون الفرصة الكبيرة المقبلة، كونه بات مؤهلاً ليصبح الخيار المفضل لتوليد فرص جديدة لتحقيق النمو في الأسواق الناشئة وسريعة النمو مثل تركيا وإندونيسيا وماليزيا وقطر والسعودية والإمارات، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تقف حجر عثرة أمام تطوره بالشكل الذي يناسب أهميته ومواكبته لمعطيات الظروف الاقتصادية في العالم. وفي اعتقادي، فإن التقرير الذي أصدره مركز الخدمات المصرفية الإسلامية العالمية التابع لإرنست ويونغ مؤخراً يبيّن هذه الحقيقة، إن أنه بالفعل أن التحديات الماثلة أمام صناعة التمويل الإسلامي تكمن في المؤسسات المالية الإسلامية في المقام الأول، ذلك أن هذه المؤسسات تحتاج لأن تكون قادرة على التنافس في السوق سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي في ظل الانفتاح الاقتصادي على نحو فعال. تحتاج المؤسسات الإسلامية، إلى تعزيز مبدأ العمل على الحفاظ على المواهب التي تفيد هذه الأسواق الناشئة، وضمان دمج إدارة المواهب في استراتيجية أعمالها، حيث تعاني الأسواق الإسلامية حالياً نقصاً في الموظفين من ذوي الخبرة الواسعة، الأمر الذي يجعل أمر معالجة هذه المسألة في ظل النمو السريع للقطاع قضية جوهرية ملحّة. كما تبرز الحاجة الماسة لخلق نوع من مواءمة عمليات التمويل التجاري مع الممارسات العالمية السائدة، مع ضرور العمل على إشاعة فهم واضح يفعل دور المؤسسات المالية الإسلامية من خلال إضافة القيمة إلى الشركات في عملياتها التجارية، مع ملاحظة أنه على الرغم من النسبة العالية للسكان المسلمين في الأسواق الناشئة، لن يكون الانتقال إلى التمويل التجاري الإسلامي ناجحا، من دون إطار عمل واضح يعطي الشركات سبباً وجيهاً لهذا الانتقال المرتقب والمرغوب في ذات الوقت. وعموما تحتاج المؤسسات الإسلامية، إلى تعزيز مبدأ العمل على الحفاظ على المواهب التي تفيد هذه الأسواق الناشئة، وضمان دمج إدارة المواهب في استراتيجية أعمالها، حيث تعاني الأسواق الإسلامية حالياً نقصاً في الموظفين من ذوي الخبرة الواسعة، الأمر الذي يجعل أمر معالجة هذه المسألة في ظل النمو السريع للقطاع قضية جوهرية ملحّة. كذلك تحتاج المصارف الإسلامية إلى بناء روابط دولية ومنصات قابلة للتوسع للتمويل التجاري يمكنها الاتصال مع الشركات والمؤسسات المالية في الخارج، ويمكن أن يشكل ذلك تحدياً نظراً لصغر حجم معظم المصارف الإسلامية وطبيعتها المحلية. وكما أنني أتفق مع التقرير أصدره بأن دفع عجلة التمويل التجاري الإسلامي لا يخلو من العقبات، ولكن مع اعتماد إطار العمل الصحيح والتوعية بالمبادرات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، يمكن لأسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعزيز تركيزها التجاري على الشريحة المتزايدة من السكان المسلمين في الأسواق الناشئة، ولهذه المبادرات القدرة على زيادة قيمة وحجم تجارة هذه الأسواق الآخذة في التوسع بشكل كبير. وتعتبر هذه المبادرات فرصة لا ينبغي تجاهلها.