أكد خبراء مصرفيون ومؤسسات تقويم عالمية، ان التمويل الإسلامي يعتبر واحداً من الأسرع نمواً في القطاع المالي العالمي، اذ زاد بين 15 و20 في المئة سنوياً، على رغم الأزمة المالية العالمية ومشكلة الديون في أوروبا. وتوقع تقرير «القدرات التنافسية للمصارف الإسلامية العالمية 2011» الصادر عن مؤسسة «إرنست آند يونغ» ان يصل حجم الأصول المصرفية الإسلامية لدى المصارف التجارية على مستوى العالم إلى 1.1 تريليون دولار هذه السنة، ما يمثل قفزة كبيرة نسبتها 33 في المئة عن مستويات عام 2010 حيث بلغت قيمة الأصول 826 بليوناً. وفي ظل النمو الكبير لهذا القطاع، اكد خبراء ان سوق التمويل الاسلامي تواجه تحديات كبيرة، اهمها فهم الحاجات المتغيّرة للمستخدمين النهائيين لها وبناء قدرات جديدة، وتطوير منتجات وخدمات جديدة لدعم حاجات الأسواق الناضجة والجديدة، ما يتطلب بدوره تكاملاً وعلاقات اقتصادية قوية بين الأسواق الرئيسية للتمويل الإسلامي. واشار الرئيس التنفيذي لبنك «سي آي إم بي الإسلامي» بادليسياه عبدالغني، الى ان الاسواق الرئيسة في آسيا والشرق الأوسط تشهد نمواً وتوسعاً سريعاً، وتحتاج الاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقال سريع إلى استجابة مماثلة من الأسواق المصرفية وأسواق رأس المال، كما تحتاج الإصلاحات التنظيمية ومعايير الحوكمة والهياكل الضريبية إلى مواكبة التدويل السريع لصناعة التمويل الإسلامي، ما يوفر فرصاً للمعاملات عبر الحدود. وقال المدير التنفيذي ل «المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية» : في ظل قيام دول عدة في الآونة الاخيرة بتكثيف الجهود لتطوير أسواقها المالية الإسلامية، سيُثمر تعزيز التعاون بين هذه الدول تسهيلاً للمبادرات العابرة للحدود، الرامية إلى تعزيز البنية الصناعية وإطار العمل الذي سيساهم بدوره في تحقيق مزيد من التوسّع في المنتجات والخدمات الدولية التي تقدمها تلك الدول. ولا ينكر خبراء ان الدول تتحول إلى أسواق المال الإسلامية، حتى باتت معظم المؤسسات المالية الدولية الكبرى نشطة وفعّالة في الخدمات المصرفية الإسلامية. ويتوقعون أن تنمو سوق الصكوك بنسبة 66 في المئة هذه السنة إلى 44 بليون دولار، مقارنة ب26.5 بليون عام 2011، فضلاً عن أن إحصاءات مجلس التعاون الخليجي تظهر أن حصة التمويل الإسلامي في سوق تمويل المشاريع تضاعفت خلال الأعوام الستة الأخيرة، من 12.5 في المئة خلال العام 2006 إلى 25 في المئة في 2012. وفي اطار التوجه العالمي الى هذا القطاع، تستعد دول عدة لعقد «المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية: قمة آسيا 2012» في سنغافورة، بحضور 450 من قادة الصناعة للتداول في تعزيز التواصل العالمي واستغلال الفرص المتاحة عبر الحدود في التمويل الإسلامي. ويتوقع أن تنطلق الاسبوع المقبل فعاليات المؤتمر الذي يستمر يومين، بصفته «جسراً مهماً يربط آسيا والشرق الأوسط بالتمويل الإسلامي. وتطور المؤتمر العالمي الإسلامي للمصارف منذ انطلاقه في عام 2010 من حيث حجمه ومكانته، وهو يُعتبر منبراً لهذا القطاع لمناقشة الاتجاهات وتبادل الخبرات واستكشاف الفرص المتاحة للاستفادة من القدرات الكاملة للتمويل الإسلامي.