انتهى الفرح وذهب المحتفلون بعد ثلاثة أيام خيالية عاشها نادي الاتحاد من السعادة والسرور بالإنجاز الذي لم يكن على البال أو الخاطر فأي اتحادي قبل شهر تماما كان يعطف على وضع الفريق الذي كان يعيش موسما سيئا على كافة الأصعدة فالفريق يتلقى الخسائر تلو الخسائر والإدارة التي اتخذت القرارات الصعبة وواجهت عاصفة من الغضب الشرفي والجماهيري والإعلامي يضاف إليها أزمة مالية خانقة فجأة تأتي بالبطولة وسط هذه الظروف الصعبة التي قد تكون شبيهة بضائع في الصحراء بلا طعام أو ماء وفجأة يجد نفسه أمام واحة خضراء يعيد بها حيويته ونشاطه ولكنه يعود مجدداً ليكمل مسيرته في وسط الصحراء الجرداء. المهندس محمد حامد فايز رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد وأعضاء مجلس إدارته استيقظوا بعد فرحة البطولة على الواقع المرير والمستقبل المظلم الذي يواجه النادي في ظل أزمة مالية طاحنة تهدد مستقبل النادي الذي وصلت فيه الديون حسب التقديرات الأولية التي أعلن عنها عضو المجلس مسؤول ملف الاستثمار عبدالله باخشب إلى 86 مليونا، في حال عدم توقيع عقد الرعاية قبل نهاية الموسم الذي انتهى فعليا ومعه تم تحقيق هذا الرقم الذي قد يكون قد كبُر أكثر كمحصلة طبيعية للصرف الذي تم في الشهر الأخير من الموسم لتحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للابطال, كما أن الاتحاديين أكثر ما يخشون عليه في وسط هذه الظروف أن يصدر أي حكم ملزم من المحكمة الدولية بالاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ضد النادي في القضية المرفوعة من اللاعب البرازيلي دييجو سوزا وناديه على خلفية فسخ العقد وعدم التزام الاتحاديين بتسديد الدفعات في حينها إذ أن المبلغ المقدر كتعويض للاعب وناديه في حدود ال35 مليون ريال وفي حال عدم سداد النادي لهذا المبلغ، في حال إقراره، سوف يكون مهددا بعقوبة قاسية من الاتحاد الدولي قد تكون في أرحم حالاتها خصم ست نقاط من رصيد الفريق عند بداية مسابقة الدوري الموسم المقبل وفي الاسوء الهبوط إلى الدرجة الأولى، وهذا السيناريو الذي من الصعب أن يسمح الاتحاديون به لناديهم. وبالعودة إلى ديون نادي الاتحاد فقد استطاع الميدان أن يبحث في أصل هذه الديون لتوضيح جوانب لم يتم التطرق إليها حتى الآن وتحديدا مبلغ ال86 مليون ريال فهي تشمل في مجملها دفعات عقود للاعبين ومدربين ورواتب متأخرة للعاملين في النادي حيث أن معظم اللاعبين المحليين يطالبون النادي بأقساط مقدمات العقود المتأخرة ومنهم من بادر فعليا إلى رفع شكوى إلى لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم بعد أن وافقوا خلال فترتي التسجيل في الموسم المنصرم على التأجيل تقديرا لظروف النادي وهو الوضع الذي سوف يكون صعبا على الإدارة العودة مجددا بمطالبة اللاعبين بالصبر في فترة الانتقالات المقبلة, يضاف إلى ذلك حقوق وكلاء اللاعبين والمدربين والذين تجاوزت بعضها الخمسة عشر مليون ريال لعدد من الصفقات وهم يملكون الحق حسب نظام الاحتراف ان يقفوا حجرة عثرة أمام نادي الاتحاد في استقطاب أي عنصر جديد لصفوف في الموسم المقبل إذا لم تتم تسوية مستحقاتهم عبر السداد أو الجدولة, وأخيرا تأتي الحلقة الأضعف في موضوع العاملين في النادي والذين تجاوزت رواتبهم المتأخرة خمسة أشهر ويتطلعون للحصول عليها من أجل قضاء اجازاتهم السنوية. إدارة المهندس محمد فايز أمام هذا الطوفان المالي والذي تواجهه مطالبات أيضا بتوفير الأموال لإبرام التعاقدات الجديدة وتجديد عقد المدرب الاسباني بينات الذي تم الاتفاق معه ولكنه فعليا لم يستلم أي مبلغ مالي حيث أن وعود الإدارة على صعيد اللاعبين الأجانب بجلب لاعبين أفضل من الموسم الحالي ولن تقل الميزانية التقديرية للتعاقد معهم عن أقل من ثلاثين مليون ريال في أقل الظروف، فاللاعب المميز سعره غال وتكفي الإشارة ال أن عقد اللاعب البرازيلي دييجو سوزا لوحده في العام الماضي تجاوز الخمسين مليون ريال وقد كان لاعبا مميزا صنع الفارق للاتحاد في المباريات التي لعبها إلا أن عدم استطاعة الاتحاديين تلبية مطالبه المالية عجل برحيله. المحصلة المالية النهائية التي يجب على الإدارة الاتحادية توفيرها قبل بداية العام المقبل سوف تكون في حدود مائة وثلاثين مليون ريال وهذا المبلغ هو نهاية كافة الالتزامات الموسم المقبل والذي هو بمثابة الأساس الذي يستطيع من بعده النادي الانطلاق بخطى ثابتة في الموسم. بعد أن تطرقنا للموقف المالي نأتي إلى جانب الموارد التي من الممكن أن تحقق للنادي تغطية ولو جزء كبير من هذه المطالبات، بطبيعة الحال يعد توقيع عقد الرعاية الكعكة الكبيرة التي تود الإدارة الحصول عليها في أسرع وقت ممكن إلا أن الأنباء في هذا الجانب غير سارة وهي تشير إلى عروض أقل من المتوقع قد تم تقديمها وأن ما ينشر من عروض فلكية هي فقط للاستهلاك الإعلامي ومجلس الإدارة يجاهد لتأمين عقد رعاية واحد أو مجموعة عقود مع جهات مختلفة فيما لا يقل عن مائة مليون ريال لأن أي مبلغ أقل من ذلك لن يمكن النادي من الوقوف على قدميه. الجانب الثاني من الموارد يأتي من أعضاء الشرف وهو المورد الذي يشهد جفافا شبه تام بعد انسحاب العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ الذي كان يتحمل منفردا عبئا كبيرا في هذا الجانب ولم يستطع كافة الأعضاء في سده حتى الآن وهناك دعوات ومحاولات متواصلة من أجل إعادته مجددا لدعم النادي لتغطية الجوانب المالية التي لن يستطيع عقد الرعاية الإيفاء بها.