في مثل هذه الفترة من كل عام يستعد التلفزيون وتستعد مؤسسات الإنتاج والفنانين كل فيما يخصه او حسب فرصته للمشاركة في الاعمال الدرامية الرمضانية الخاصة بالشهر الفضيل .. ومثل كل عام ايضا سوف يبدأ ترقب الجمهور هذه الاعمال من عناوينها .. او من خلال الإعلان او من اخبار أسماء الفنانين المشاركين فيها .. المشاهد يأمل بطبعه ان يشاهد نجومه المفضلة في اعمال جديدة جيدة بعيدة عن النمطية والتكرار .. اعمال تهم قضاياه وهمومه الحياتيه بشكل جاد .. والفنان او المنتج ايضا يأمل في ان يقدم أعمالا تنافس الأعمال الأخرى ويتفوق عليها .. ولكن .. هل هناك بالفعل بحثا جادا في التعاملات الجيدة من الطرفين ؟ أم أن النجم والنجومية هما الغالبان على الأفضلية في الاختيار اكثر من قيمة الأعمال المقدّمة و محتواها ؟؟ في الاعوام الثلاثة السابقة على الأقل من دراما تلفزيونات الخليج بالذات، كان الرهان على النجم الممثل اكثر من الاعمال ذاتها .. أي ان الاهتمام بمتابعة النجم البطل كان اكثر بكثير من الاهتمام بقيمة العمل ذاته من الناحية الفكرية وحتى الفنية .. وإلا بماذا نفسر استمرار عدد من النجوم في حضورها سنويا من خلال كركترات قد استهلكت وعفا عليها الزمن .. النجوم أصبحوا يقدمون انفسهم في قوالب درامية فكاهية ضعيفة ومكررة ايضا .. بحيث لو انك ابعدت هذا الممثل النجم عن العمل لحظة واحدة من ذهنك لسقط العمل وتحول المشاركون فيه الى فريق كومبارس ضعيف لخدمة بروز البطل ليس إلا وهم يرددون دائما حوارات وجملاً مكررة وغير مفيدة.. وهو مؤشر يعني غياب المادة الدرامية الجيدة والافكار الجديدة لصالح بروز صورة النجم باي شكل كان .. في الأعوام الثلاثة السابقة على الأقل من دراما تلفزيونات الخليج بالذات كان الرهان على النجم الممثل اكثر من الأعمال ذاتها .. أي ان الاهتمام بمتابعة النجم البطل كان اكثر بكثير من الاهتمام بقيمة العمل ذاته من الناحية الفكرية وحتى الفنية .. وإلا بماذا نفسر استمرار عدد من النجوم في حضورها سنويا من خلال كركترات قد استهلكت وعفا عليها الزمن ..؟! النجوم اصبحوا يقدمون انفسهم في قوالب درامية فكاهية ضعيفة ومكررة ايضا .. بحيث لو أنك ابعدت هذا الممثل النجم عن العمل لحظة واحدة من ذهنك لسقط العمل وتحول المشاركون فيه الى فريق كومبارس ضعيف لخدمة بروز البطل ليس إلّا وهم يرددون دائما حوارات وجمل مكررة وغير مفيدة .إن سباق نجوم الدراما والمنتجين في الخليج العربي كان يمكن ان يكون عنصرا ايجابيا مفيدا لتجديد الأنماط والكركترات وتطوير صناعة دراما التلفزيون الخليجي بشكل جيد لو تخلّص هذا الفن من شيئين اثنين مهمين : اولهما : لا مبالاة او عدم الاهتمام الكافي من الجهات المنتجة بالمحتوى الفكري والبناء الدرامي الجيد للأعمال الدرامية المنفذة .. بحيث يتم قبول او تبني وتنفيذ نصوص درامية دون معايير فنية ذات خبرة وقدرة على التمييز وقراءة الواقع وذائقة الجمهور بشكل جيد . وثانيهما هو : سطوة النجوم الفنانين على العمل الفني وتاثيرهم على الاختيار بوصفهم بنجوم مطلوبين دائما وبصفتهم اصحاب او شركاء في مؤسسات الإنتاج .. وهذه حالة شائعة في نسبة كبيرة من مؤسسات الإنتاج السعودي والخليجي بشكل عام . اذاً يمكننا أن نقول بصراحة: إننا قد اصبحنا في عصر المثل النجم وليس العمل الدرامي النجم او المتميز .. مثلما اصبح حاليا الفنان المطرب النجم بدلا من الاغنية النجم او المادة الفنية المتميزة التي يقدمها .. لأن مؤسسات الإنتاج والتلفزيونات الخاصة اصبحت مهمتها صناعة النجم اولا قبل أن يصبح نجما وليس بعد ما يتميز ويبرز من خلال ما يقدمه للجمهور اولا كما كان يحدث قديما .. وبالتالي فمن غير المتوقع ان تقدم تلفزيونات الخليج هذا العام اعمالا درامية قوية ومختلفة عن سابقاتها لأنها لاتزال تعمل وتنتج بنفس الطريقة السابقة ,, اما دراما التلفزيونات العربية هذه فهي في مأزق تاريخي حقيقي بسبب الثورات السياسية التي اجتاحت ولا تزال تجتاح الدول العربية تباعا وبشكل دراماتيكي سريع .. ومن المتوقع ألا يُقدِم ايّ من منتجي الدراما التلفزيونية الرمضانية العربية الخاصة على مغامرة تناول هذه الثورات رغم اهميتها البالغة لأنه سيكون مضطرا لأن يكون مع او ضد .. أي ان تكون هذه الدراما جزءاً من عرض الثورة ذاتها او ان تكون مضادة لها او غير مبالية بها في احسن الأحوال .. فضلا عن أنه لا يستطيع أي كاتب عربي الآن ان يكون محايدا مهما حاول .. فصوت الناس الهادر في الساحات والشوارع والموت امام اعين الناس ليليا لا يحتمل أنصاف الحلول ولا الفرجة على الحياد على ماجرى ولايزال يجري امام اعين الناس من احداث وتحولات درامتيكية عربية مفاجأة .. وربما تخسر الدراما العربية هذا العام مكانتها كليا لصالح الدراما الواقعية الساخنة والحية التي تجري على الأرض العربية .