رأى الفنان الكويتي سعد الفرج أن أبرز أسباب تراجع المسرح الخليجي هو تراجع دعم الجمهور له، ودعا الجمهور الخليجي للعودة إلى المسرح، كونه من الفنون الراقية التي تحتاج إلى دعمهم، وعرج خلال الندوة الرمضانية التي نظمها أول من أمس مركز الشارقة الإعلامي بقصر الثقافة بالشارقة على أهمية الرسالة الفنية الهادفة في العمل الدرامي والمسرحي وعدم المتاجرة به لافتاً إلى أن الرسالة الهادفة كانت من أسباب نجاح مسلسل «درب الزلق» الذي استقطب متابعة غير مسبوقة من الجمهور الخليجي وتم إنجازه انطلاقاً من حب العمل، وليس المتاجرة، ما جعله مثالاً حياً وأنموذجاً في الدراما الخليجية. وتساءل الفنان الإماراتي مرعي الحليان عن تاريخ الدراما والمسرح الخليجي في بداية الندوة التي أدارها تحت عنوان «المسرح الخليجي بين مطرقة التهميش وسندان الانهيار»، ومشاركة سعد الفرج والفنان الإماراتي أحمد الجسمي، وحضور رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، ومدير مركز الشارقة الإعلامي أسامة سمرة، وعدد من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالحركة الفنية والثقافية. وتحدث الحليان عن مسلسل «درب الزلق» كمثال عن النجاح موضحاً تأثيره العميق على الدراما في منطقة الخليج، والاهتمام المنقطع النظير الذي لاقاه رغم الإمكانات الفنية المتواضعة التي أنتج بها المسلسل في ذلك الزمان، وعدم قدرة الدراما الخليجية على إنتاج مسلسل يضاهي الاهتمام والمتابعة التي حظي بها درب الزلق. وتعليقاً على ذلك، أوضح الفنان سعد الفرج أن الكويت كانت تعيش ازدهاراً في المجالات كافة في فترة إنتاج «درب الزلق» أواخر الستينيات، مشيراً إلى أنه كانت توجد مساحة جيدة من الحرية تتيح الابتكار في المجال الفني والدرامي، كما أن النص المكتوب لمسلسل درب الزلق تميز ببساطته وعفويته وتمثيله الطبيعي للشخصية الكويتية، ما جعله مقرباً من المشاهدين في الكويت والخليج، وتمنى أن لا تحارب الدراما الخليجية من داخل محطات خليجية، باختيار نوعيات معينة غير صالحة للعرض، وأن تقف بالمرصاد ضد الأعمال التي تسيء للعادات والتقاليد. وهذا ما أكده الفنان أحمد الجسمي بأن زمن المسلسل يختلف عن زمننا الحالي، فقد كان العمل بسيطاً جداً في الإنتاج، ولم يكن هناك هذا الانتشار الواسع الذي تشهده الآن المحطات الفضائية. وأضاف أنه يبقى في ذاكرة كل وطن أعمال مميزة تصبح رمزاً. وعد الجسمي الدراما الخليجية وحدة لا تتجزأ، وأنه لا يفضل تقسيمها حسب الدولة المنتجة، أو جنسية الممثلين، لأن الشعب الخليجي واحد، وثقافته واحدة، داعياً إلى أن تضع دول الخليج ثقلها كل عام في عمل خليجي مشترك يتم تصديره وعرضه في كل الدول العربية. وأشار الجسمي إلى الحاجة إلى إنتاج إعلامي مشترك بين جميع المحطات التليفزيونية في دولة الإمارات، بحيث تستفيد المحطات من خبرة بعضها لإنتاج عمل فني قوي يستفيد منه الممثلون، وكذلك جمهور النقاد، والمشاهدون. وأشار إلى أن الإنتاج الخليجي أصبح تجارة صعبة، فيها تنافس شديد يؤثر على جودة بعض الأعمال الفنية، داعياً المحطات التليفزيونية إلى أن تكون أكثر حرصاً على استقطاب الأعمال التي يتم إنتاجها محلياً في الدولة نفسها. كما ذكر الجسمي بعض هموم الممثل الإماراتي، وما يعانيه من صعوبات يواجهها في بداياته، وبأنه لابد أن يظهر في وقت ما، حتى لو لم يكن ذلك في عمله الأول إذا كان يمتلك الموهبة والثقافة. وأشار إلى أن كثيراً من الفنانين الصاعدين يستعجلون النجومية، ويتطلعون إليها، ما يشتت تركيزهم عن تحسين وتطوير مستواهم، ومحاولة الحصول على الفرصة المواتية للبروز. كما تم خلال الندوة استعراض تاريخ الدراما الخليجية ومستقبلها في ظل العوامل المتغيرة، ومناقشة هموم الإنتاج الدرامي وأسباب تراجع المسرح الخليجي وآليات الارتقاء به، وتنمية الوعي المسرحي، وضرورة محاكاة العمل المسرحي والدرامي لمختلف قضايا المجتمع، وعدم المتاجرة بالأعمال الفنية والمسرحية، والاهتمام بنوعية العمل من مختلف نواحيه النصية والإنتاجية والإخراجية، وعلى ضرورة تبني استراتيجيات وخطط واضحة للارتقاء بالفن المسرحي الذي عدوه مرآة المجتمع. من جهته، تساءل مدير مركز الشارقة الإعلامي أسامة سمرة عن المعوقات التي تمنع انتشار بعض الأعمال المسرحية الرائعة، مشيراً إلى مسرحيات أيام الشارقة المسرحية التي يتم تنفيذها بإتقانٍ وبدقة عالية يراعى فيها الحوار الفني والتصميم والإضاءة، ومختلف العوامل الأخرى التي تساعد على إنجاح هذه الأعمال المسرحية، وجعلها جذابة للجمهور، إلا أن هذه الأعمال تحظى بتغطية صحفية إبان الأيام المسرحية، ثم تختفي، وهنا يأتي أهمية دور الإعلام في دعم الحركة المسرحية والدرامية في الخليج. أخيراً، قال رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام سلطان بن أحمد القاسمي إن انتقاء البرامج والأعمال الفنية التي تعرض خلال شاشة تليفزيون الشارقة مبنية على أسس واعتبارات تراعي القيم والخصوصية للأسرة العربية، في المجتمع الإماراتي والعربي بشكل عام، على اعتبار أن دور التليفزيون مكمل لدور الأسرة التربوي لتقديم مادته الإعلامية الغنية بالفائدة والمعرفة وفق أهدافه التنموية والفكرية. الفرج يتحدث الجسمي يناقش قضايا الدراما جانب من الجلسة