منذ أن بدأت الثورة السورية وقابل نظام الأسد المتظاهرين بالرصاص والنار، كانت إشارات وملامح لنية النظام وداعميه بخوض حرب طائفية. ومع مرور الوقت وتصاعد الثورة وصمود المحتجين، اشتد جنون النظام واحتشد داعموه وارتكبوا أنواعاً فظيعة من المجازر وعمليات القتل على الهوية والإبادة الطائفية والعرقية. وكان النظام وميليشيات حزب الله يتشاركان في عمليات تصفية إجرامية للسوريين، ولكنهما لم يعلنا قط أن حربهما طائفية، على الرغم من أن أفعالهما في الميادين والقتل بلا تمييز وتدمير سوريا تدل على أن النظام وميلشياته يخوضون حرباً طائفية ممنهجة ومخططه. وبعد أن تقدمت الثورة السورية وتمكنت من تحرير مواقع ومدن استراتيجية، أصبح شهر مايو الماضي شهر تعرٍ للنظام وسقوطا صريحاً لأقنعة ميلشيات حزب الله، إذ أعلن حزب الله صراحة أنه يقاتل في معركة طائفية وأعلن بشار الأسد تبنيه وتأييده لجرائم حزب الله. وسبق أن أعلن رئيس وزراء العراق نوري المالكي الذي يخوض حرباً طائفية بالوكالة عن إيران ضد العرب في العراق، أنه يؤيد نظام الأسد. وبإضافة التصريحات التي يدلي بها المسئولون الإيرانيون بلغة تفصح عن أن طهران هي المتصرف الأعلى والأوحد في سوريا وفي العراق، يتشكل فهم دقيق وصادق وموثق بأن النظام السوري ليس إلا وكيلاً لنظام طهران، وأنه كان طوال عقود يخدع العرب ويضللهم بشعارات المقاومة والعرب والعروبة والبعث العربي. وكذلك كان يفعل حزب الله اللبناني الذي لا يخفى ولاءه لطهران وفداءه لمخططاتها وجرائمها في البلدان العربية. وقد اعترف علماء دين كبار بنجاح حزب الله في تضليلهم، بشعارات المقاومة والممانعة والإسلام، طوال هذه العقود الماضية. وقال العلامة يوسف القرضاوي، يوم أمس الأول في مهرجان تأييد لثورة سوريا، انه كان مخدوعاً حينما كان يؤيد حزب الله ويمنح له الأعذار. وقال ان حزب الله كشف حقيقته الشيطانية وأنه حزب حرب وفرقة وفتنة بين المسلمين. ولكن الثورة السورية كشفت حقيقة حزب الله ونواياه، مبكراً، وقبل وبعد أن حول مدافعه من التصويب إلى قوات إسرائيل إلى التصويب على نساء مدينة القصير السورية ونسائها، وحصر الحزب مهمته ونضاله وجهاده في مساعدة الإسرائيليين على قتل السوريين وتدمير سوريا. وأصبح الحزب عملياً ممثلاً لإسرائيل ووكيلاً لأعمالها، لأنه ينفذ الأعمال الشيطانية الإسرائيلية ضد سوريا والسوريين من دون أن تضطر إسرائيل إلى إطلاق طلقة واحدة، فحزب الله يتكفل بهذا، ومستعد لارتكاب المزيد في سبيل رسالته الشيطانية ضد السوريين وضد العرب.