كنت استعد لكتابة هذا المقال عندما تعطلت أجهزة التكييف وتحول مكتبي إلى فرن لا يحتمل . فدرجة الحرارة لامست الأربعين والرطوبة اقتربت من التسعين . وشعرت حينها أنني غير قادر على الكتابة أو التفكير . تذكرت جراء هذا الشعور الكثير من الأسر التي لا تقدر على شراء مكيف هواء أو تسديد فاتورة الكهرباء !؟ كما تذكرت آلاف العمال البسطاء الذين تركوا أهاليهم وأوطانهم ليبحثوا عن لقمة العيش تحت أشعة الشمس الحارقة والرطوبة القاتلة . يشكك البعض من أن هناك عائلات سعودية مازالت تعيش على المراوح وغير قادرة على توفير مكيف للهواء أو دفع فاتورة الكهرباء نهاية كل شهر ، لكن من يبحث عن فعل الخير يسأل ويتقصى وسيكتشف أن العدد أكبر مما يتصور، ليس في القرى أو الهجر فحسب ، بل حتى في المدن الكبيرة بما فيها العاصمة الرياض . نحن أمام مسئولية اجتماعية ودينية تحتم علينا الوقوف مع تلك الأسر في صيف لا يرحم . كما أننا أمام مسئولية أخلاقية وإنسانية تجبرنا على مساعدة العمالة الوافدة التي تدفعها الحاجة لترك أهلها وأوطانها لتعمل تحت أشعة الشمس القاتلة . أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، وتذكروا أولئك المحتاجين من اخوانكم المواطنين ومن ضيوفكم الوافدين ، وقدروا غربتهم وكربتهم.. ولكم تحياتي . [email protected]