أكدت مصادر في الائتلاف السوري المعارض الأربعاء، أن الرئيس السابق للائتلاف، معاذ الخطيب، غادر مدينة إسطنبول التركية حيث تعقد المعارضة السورية مباحثات مكثفة منذ عدة أيام لتوحيد صفوفها في ظل انقسامات داخلية. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لوسائل الاعلام إن مغادرة الخطيب لا تأتي في سياق هذه الخلافات التي تعصف بالائتلاف بل لارتباطه بالتزامات مسبقة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن سهير الأتاسي وأعضاء آخرين بالائتلاف غادروا أيضا إسطنبول. وبعد مرور أكثر من 7 أيام على تلك المباحثات، فشل أعضاء الائتلاف في ضم مزيد من الليبراليين إلى صفوفه بناء على رغبة هذا التيار بزعامة ميشيل كيلو، ما يثير مزيدا من القلق حول مصير الائتلاف المفترض أن يجمع كافة أطياف المعارضة لتوحيد رؤيتهم حول المشاركة في "جنيف2" وانتخاب قيادة جديدة. وفي هذا السياق، قال نائب رئيس الائتلاف، رياض سيف، في اتصال هاتفي مع موقع "سكاي نيوز عربية" إنه وعلى الرغم من وجوده في إسطنبول لم يشارك في المباحثات لأن عدد الأعضاء المشاركين في المباحثات غير كاف لانتخاب رئيس جديد وقيادة جديدة للائتلاف. وأوضح سيف أن أقل من نصف أعضاء الائتلاف البالغ عددهم 71 بعد ضم أعضاء جدد يشاركون في المباحثات، الأمر الذي يفشل عملية الانتخابات واتخاذ القرار بسبب عدم اكتمال النصاب، مضيفا أنه سيغادر إسطنبول اليوم الأربعاء. في المقابل، يؤكد المصدر أن هذا العدد لن يحول دون انتخاب رئيس جديد، لاسيما أن بمقدور الأعضاء الغائبين التصويت عبر الهاتف أو "سكايب"، مضيفا أن كافة الترجيحات تشير إلى أن لؤي صافي هو أكثر المرشحين حظوظا لشغل منصب رئيس الائتلاف. ولا تقتصر مباحثات إسطنبول على انتخاب قيادة جديدة للائتلاف وتوسيع دائرة تمثيله لتشمل كل التيارات الأخرى، بل تتخطاها إلى تحديد موقف المعارضة من المشاركة في "جنيف2"، لاسيما بعد أن أكدت الحكومة السورية على مشاركتها، ما يزيد من إحراج المعارضة المنقسمة على نفسها. ويؤكد المصدر أن الائتلاف يشترط عدم إعطاء الرئيس السوري، بشار الأسد، أي دور في المرحلة الانتقالية والوقف الفوري لأعمال العنف التي ترتكبها القوات الحكومية للموافقة على المشاركة في المؤتمر الذي تدعمه الولاياتالمتحدة وروسيا لإنهاء النزاع في سوريا. كما تشدد المعارضة على "وضع سقف زمني" لمباحثات جنيف2، ما يزيد من النقاط الخلافية التي تهدد بنسف المؤتمر، على الرغم من رغبة القوى العظمى بإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من عامين والتي ذهب ضحيتها أكثر من 80 ألف قتيل.