نجح سوق هجر الثقافي في نسخته الثانية « حاضر و عراقة « المقام في قصر هجر الأثري في وسط الهفوف في احتلال المرتبة الأولى من حيث تحقيق أكبر قوة جذب سياحي بمحافظة الأحساء فقد استطاع السوق الذي شكل منافساً قوياً للمهرجانات الترفيهية الأخرى المقامة بالمنطقة الشرقية في عطلة منتصف الفصل الدراسي الثاني الحالية أن يجذب أعدادا غفيرة من الزوار بلغت حسب إحصائيات اللجنة المنظمة إلى أكثر من 43 ألف زائر وزائرة على مدى سبع ليالٍ، ويستعد السوق اليوم الأربعاء في ليلته الأخيرة لإطلاق أوبريت «ذاكرة ملك وشعب» الوطني وتقديم سلسلة أغانٍ وطنية ليختتم السوق فعالياته بعبق مسك الحب الوطني الصادق. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان ورئيس اللجنة السياحية في غرفة الأحساء عبد اللطيف العفالق أن اللجنة المنظمة للمهرجان، خصصت الليلة الأخيرة للاحتفال بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله-سالماً معافى إلى ارض الوطن، وإعلانه للأوامر الملكية التي تؤكد حرص القيادة الحكيمة على رفاهية وسعادة المواطن، موضحاً بأن اللجنة المنظمة أعدت برنامجاً متكاملاً لهذه الليلة، من بينها تقديم أوبريت "ذاكرة ملك وشعب" للكاتب المسرحي مدير جمعية الثقافة والفنون في الأحساء سامي الجمعان، وتوشيح مختلف أرجاء "قصر إبراهيم الأثري" باللونين الأخضر والأبيض، وإطلاق مسيرة احتفالية للأطفال وهم يحملون البالونات الخضراء والأعلام والورود وصور القيادة الحكيمة، بمشاركة مجموعة من فرق الفنون الشعبية، فضلاً عن تسيير قوافل تحمل لافتات وشعارات وصورا للمملكة، بالإضافة إلى حضور الأهازيج والأناشيد الوطنية، واللوحات الاستعراضية التراثية، لافتاً إلى أن هذه الفعاليات تستمر لأكثر من 5 ساعات متواصلة . وحول الاستبيانات التي حرصت إدارة سوق هجر على توزيعها على الزوار لمعرفة مقترحاتهم ، أشار العفالق إلى أن إدارة السوق تهدف منها إلى التواصل مع الزوار من كافة الشرائح و الفئات العمرية لمعرفة توجهاتهم و الاستفادة مما يقترحونه من أفكار تلبي احتياجات المجتمع المحلي لكي يأخذوها بعين الاعتبار في السنوات القادمة ، و أكد العفالق على أن السوق ركز في نسخته هذا العام على تغيير النظرة السائدة للذات -للشخصية الأحسائية- و لذلك استنهضوا التاريخ و أحضروا محددات أخرى في فضل هذه المنطقة . جمعية المعاقين : وعلى صعيد آخر نظمت جمعية المعاقين بالأحساء معرضاً توعوياً وتوثيقياً على هامش فعاليات المهرجان، حيث تضمن المعرض العديد من الأركان، شملت ركن الصور المشاركة بمسابقة التصوير الضوئي الثانية التي نظمتها الجمعية، كما اشتمل على ركن تعريفي بأهم أنشطة الجمعية وبرامجها، وركن آخر خصص بتسويق مجلة "صدى الإعاقة" التي تصدرها الجمعية وتعنى بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة والمنطقة العربية، وتهدف هذه المشاركة لتعريف المجتمع بالدور الذي تقوم به الجمعية ودورها في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة بالمنطقة. مقهى الحكواتي : وفي زاوية القصر وتحديدا على مقاعد المقهى الشعبي يواصل يوميا الحكواتي عبد الله المجحم القصص والحكايات بأسلوبه الروائي الجميل وصوته الرخيم ، حيث تجد المستمعين له بصمت عميق وانتباه قوي نظير المتعة والفائدة التي يقدمها الحكواتي .. ويهدف برنامج "الحكواتي "لإطلاع الجيل الحالي على تاريخ تراث الأحساء، وكذلك رواية القصص والحكايات المدونة في كتب التاريخ ، والتحدث عن بعض مظاهر الحياة الاجتماعية قديماً، علاوة على سرد بعض قصص التراث العربي الأصيل .. فيما يظل خالد المنيع صاحب المقهى في مباشرة الحضور بالشاي المصنوع على جذوع النخل والقهوة والباجلة الشعبية ويجوب تلك الكراسي بزيه التراثي القديم مما يعطي جانبا من الطابع الجميل القديم وفي الجانب الآخر للمقهى تتألق مسيرة الخيول العربية الأصيلة والجمال المزينة داخل ساحات قصر إبراهيم الأثري بأزيائها التراثية من الأشدة والهوادج وقطع السدو وأدوات الحل والترحال وبركابها من الخيالة والهجانة .. في صورة حية ينقلها سوق هجر بين فعالياته اليومية مما أعطت طابعا ثقافيا وتاريخيا قديما يحاكي ليالي بنو عبد القيس . وفيما استمتع الزوار بحكايات الحكواتي و القوافل التاريخية جذبت نقوش الحناء الجميلة برائحته المميزة البنات الصغار اللواتي تهافتن على المُحنية لتُزين أيديهن الصغيرة بنقوشها الجميلة فيما أخذت العجائز في ترديد أغاني الحناء الشعبية القديمة مع الأطفال واللواتي كن يرددنها وهن صغيرات فرحاً بالحناء . واختتمت فعاليات يوم أمس الأول بنغمات الطبول وأهازيج العرضة الشعبية والتي قدمتها دار السامر للفنون الشعبية بقيادة المبدع عبد الله الفرج حيث قدموا العديد من الألوان الشعبية التي اشتهرت بها الإحساء مثل دزة المعرس والليوة والغادري والسامري والخبيتي وسط تفاعل الزوار الذي سجل فيه الحضور النسائي عددا اكبر من الرجال.