قلق المسؤول أنواع.. قلق من أجل ارضاء المواطن وتسهيل وصول الخدمات والحقوق إليه، وقلق تجهيل المواطن وتغطيته بلحاف ثقيل ليطيل النومة اللذيذة خوفاً عليه من الخروج في الشمس والاحتراق بنارها في هذا الصيف الرحيم.. ونشاط المسؤول نوعان.. بلدوزر عمل جاد وتفويض مهام وقضاء حوائج الناس، وبلدوزر يحرث الأخضر واليابس ولا يلتفت لصوت إعلام ولا لصراخ مواطن! والإعلام بأنواعه ووسائله المتعددة مرآة المواطن الذي من حقه أن يطّلع ويشارك في الاختيار ومن ثم في صنع القرار، وعندما يصدر بيان من مجلس الشورى يشدد على الأعضاء بعدم التوسع مع وسائل الإعلام حول ما يصدر من المجلس من قرارات حتى يصدر بشأنها قرارات من مجلس الوزراء «حتى لا ترفع سقف التوقعات لدى المواطنين» فهذا واحد من أغرب البيانات حتى الآن إذا ما استثنينا تأخر إقرار حقوق الطفل والجدل حول تحديد الرسوم الدراسية في المدارس الأهلية، علاوة على تشكيل مجلس للتعليم الأهلي برئاسة وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الأهلي! فكيف يرأس لجنة بمجلس الشورى مسؤول ستتجه قرارات اللجنة لنقض قراراته أو التوصية بتعديلها أو إلغائها! لا نشك مطلقاً في أن مجلس الوزراء سيقرر ما فيه المصلحة العامة ويلبي إلحاح المواطن على مكتسباته إلاّ إذا كان مجلس الشورى يشكك في قدرته على رفع الملفات وسعيه لتحقيق مطالب المواطنين! إذا لم يكن للمواطن أن يعرف فمن يجب أن يعرف! وفي عودة لأغرب البيانات والذي فضح حجم احترام المؤسسات الكبرى لنا كمواطنين في أكبر دعوة لتكبير المخدة والنزوع للتراخي وعدم المشاركة في رفع مستوى الحياة العامة، وتوطيد العلاقة بين المواطن والمسؤولين في أجهزة حكومية أو مؤسساتية مساندة.. فوراً تذكرت تلك اللعبة المهجورة عندما كنا صغاراً ويأتي أحدنا مستخفا دمه جامعاً أقصى قدر من اللؤم ليضع يديه الاثنتين على عيّني أخيه ويفاجئه «حزّر أنا مين!».. والويل والثبور له لو عرفه «الملعوب عليه» بسرعة لا يجب أن يعرفه من رائحة ولا من حجم الكفين أو من نبرة صوت! إذا كان المواطن هو من يشير عبر وسائل الإعلام باحتياجاته ورغباته واقتراحاته نحو ضمان مستقبل أفضل له ولأبنائه فكيف تتم دعوة أعضاء مجلس الشورى لتغييب الحقائق عنه وإقصائه خارج حتى نطاق المتابعة! لو نظرنا للأمر من باب سد الذرائع القاعدة الفقهية التي استهلكنا استخدامها في كل مناحي الحياة - لقلنا ان معرفة المواطن بما يجري على أهم الملفات المصيرية بالنسبة له سيرفع عن كاهل مجلس الشورى العتب واللوم، وسيدرك المواطن أن المجلس يؤدي دوره على أكمل وجه، وقد يتعرف على مصدر الخلل الحقيقي الذي يعيق الانجاز وبالتالي يساهم في الحل.. تصديقاً بالاعتقاد أن تحديد المشكلة هو نصف الحل! المواطن جزء رئيس من علاقة المواطنة! وإلا فالعملية ستتحول إلى رقم مشروع مؤجل على ورق رسمي يطير من يد مسؤول إلى يد آخر دون أن يحمل نبض الشارع والآمال المعلقة على جرّة حبر.. هذا التصريح بهذه الذريعة تحديداً تقدّم سلفاً للفشل والرفض! رغم أن دور المجلس بحث كافة الجوانب في ملف ما ورفعه لمجلس الوزراء محملاً بعدد أصوات التأييد وأصوات الرفض، ولا نشك مطلقاً في أن مجلس الوزراء سيقرر ما فيه المصلحة العامة ويلبي إلحاح المواطن على مكتسباته إلاّ إذا كان مجلس الشورى يشكك في قدرته على رفع الملفات وسعيه لتحقيق مطالب المواطنين! إذا لم يكن للمواطن أن يعرف فمن يجب أن يعرف! وسقف التوقعات هذا زنبركي تارة، وخرطوشي تارة أخرى! هل نبني السقف بتطلعاتنا وثقتنا في كل قائد في موضعه أم بناءً على احباطات صارت متوقعة سلفاً! هل نترك السقف برمته لأصحاب البيان يحددون مدى انخفاضه أم نتركه يسقط فوق رؤوسنا حتى نصبح بلا سقف في عز الحر والبرد! رسالتي للمواطن الطموح الشغوف بالمعرفة والإطلاع على شؤون بلده انتبه يسقط على رأسك السقف فيصير الماء من تحتك والمطر من فوقك شتاءً، ولهيب الشمس من فوقك وصهد الأرض من تحتك صيفاً.. تويتر: @Rehabzaid