روى أحمد بن أبي خالد الأحول أنه سمع المأمون يوما وعنده جمع من بني هاشم يذكر عمرو بن مسعدة (وزير المأمون ) وقال : أيحسب عمرو أني لا أعرف أخباره ، وما يُجبى إليه ، وما يعامل به الناس ! بلى والله ، ونهض من مكانه وانصرفنا . فقصدت عمراً من ساعتي ، فخبرته بما جرى ، فراح عمرو إلى المأمون ، فلما دخل عليه قال : يا أمير المؤمنين ، أنا عائذ بالله من سخطه ثم عائذ به من سخطك ، أنا أقل من أن يشكوني أمير المؤمنين إلى أحد أو يسر علي ضغنا . فقال وما ذاك؟ فخبره عمرو بما بلغه ولم يسم مخبره . فقال المأمون : لم يكن الأمر كما بلغك ، وإنما كانت جملة من تفصيل كنت أنوي إخبارك به ، وليس عندي إلا ما تحب فليحسن ظنك وليهدأ روعك ثم ضمني وعانقني ورأيت في وجهه الحياء والخجل . قال أحمد فلما غدوت على المأمون سألني أما لمجلسي حرمة قلت بلى والله قال لقد قام بعض بني هاشم بنقل ما قلته البارحة إلى عمرو مما وضعني في موضع الحياء والخجل مما نطقت به ودفعني للاعتذار إليه لقول لم يكن علي أن أقوله . فقلت : يا أمير المؤمنين أنا أخبرت عمرا به . نظر إلي مليا ثم طلب مني أن أعيد عليه ما قلت وكررها مرارا ، ثم قال : لما أخبرتني به أحب إلي من ألف ألف ، وألف ألف ، وألف ألف ، أما ألف ألف فلنفيك عني سوء الظن ، وأما ألف ألف فلصدقك إياي عن نفسك وأما ألف ألف فلحسن جوابك فقال : ماحملك على ما فعلت ؟ قلت : الشكر لك والنصح والمحبة فأنا أعلم أن أمير المؤمنين يصلح له الأعداء والبعداء فكيف الأولياء والأقرباء لاسيما مثل عمرو في دنوه من الخدمة ومكانه من رأي أمير المؤمنين . سمعت أمير المؤمنين أنكر منه شيئا فخبرته ليصلحه ومثل هذا لا أحسبه يبلغ أن يكون ذنبا علي . فنظر إلي مليا ثم طلب مني أن أعيد عليه ما قلت وكررها مرارا ، ثم قال : لما أخبرتني به أحب إلي من ألف ألف ، وألف ألف ، وألف ألف ، أما ألف ألف فلنفيك عني سوء الظن ، وأما ألف ألف فلصدقك إياي عن نفسك وأما ألف ألف فلحسن جوابك وأمر له بمال. تويتر h_aljasser