منذ أن بدأ الربيع العربي وسياسة المملكة العربية السعودية واضحة، فالمملكة لا تميل إلى التدخل أو مناصرة طرف ضد آخر، مع العلم بأن موقع المملكة كأقوى لاعب مؤثر في المنطقة والعالم يجعل لديها القدرة على تغيير مجريات الأحداث، وفي بداية الربيع العربي كان الكل ينتظر ماذا ستقول المملكة, وما موقفها؟ وما تحركاتها المستقبلية تجاه أي شأن، بل إن الصحف العالمية كانت تراقب دور المملكة، لأنه - وببساطة - لمعرفتها بمكانة السعودية وثقلها الاقليمي والدولي، والآن بدا واضحا أن الربيع العربي خاصة في سوريا بدأ يتحول إلى تهديد لاستقرار المنطقة، وأصبح من السهل تدخل دول أجنبية في الشؤون الداخلية لبعض دول الربيع العربي، لذلك أصبح العالم مشدودا ومترقبا للزيارة التاريخية التي سيقوم بها ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا، التي سيلتقي خلالها بالعديد من المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان، وتأتي هذه الزيارة في وقت يعتبر من أصعب الأوقات التي تمر بها المنطقة، وتتمتع كل من المملكة وتركيا بثقل سياسي يؤهلهما لأن تلعبا دورا كبيرا لكبح جماح العاصفة التي عصفت بالمنطقة منذ أكثر من سنتين، ويتطلع العالم إلى ما ستثمر عنه هذه الزيارة التي سيكون محورها الكثير من الأمور السياسية, مثل إيجاد أفضل الحلول لوقف نزيف الدم السوري وتأثير الموقف الإيراني وتهديداته للمنطقة، وكذلك مسألة المفاعلات الذرية الإيرانية، ومعلوم أن وجهات النظر السعودية التركية متطابقة فيما يخص تلك الأمور، وكذلك يتوقع المراقبون أن المحادثات الثنائية ستشمل العديد من المباحثات فيما يخص الاقتصاد والتبادل التجاري بين الدولتين، وكذلك تعميق التعاون الإستراتيجي فيما يخدم المنطقة بصورة عامة والمملكة بصورة خاصة. تتمتع كل من المملكة وتركيا بثقل سياسي يؤهلهما لأن تلعبا دورا كبيرا لكبح جماح العاصفة التي عصفت بالمنطقة منذ أكثر من سنتين إن قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حريصة كل الحرص على الاستقرار السياسي في المنطقة, ولهذا سيكون العالم مترقبا زيارة الأمير سلمان إلى تركيا، ويأمل العالم أجمع ويتوقع أن تكون مباحثات الأمير سلمان لها أكبر التأثير على مجريات الأمور في المنطقة، خاصة أن الأمير سلمان له خبرة طويلة في التعامل مع الأمور السياسية مهما كانت حساسيتها وتعقيداتها، ويعتبر من أكثر العارفين بالأحداث التاريخية فيما يخص سياسات المنطقة. تويتر: @mulhim12