المرور ليس بحاجة إلى استعطاف المواطنين والمقيمين لقبول نظام ساهر. فهذا النظام لم يكن مطلوباً لولا هذه الفوضى التي تجوب شوارعنا والأرواح التي تزهق في مختلف مناطقنا والتهور الذي أصبح سمة لقيادة مركباتنا. هذا النظام الذي كنا ننتظره منذ زمن بعد أن وصلت أعداد الضحايا إلى أرقام فلكية وهو النظام الذي طالب به الكثير من أولياء الأمور والأمهات والكتاب والمثقفين. فالاستهتار وصل إلى حد تجاوز إضرار الشخص بنفسه إلى إلحاق الضرر بالأبرياء الذين لا ذنب لهم إلاّ أن لحظة الصدفة أوقعتهم أمام هذا المستهتر أو ذاك. الذي يخشى ساهر هو الذي يتجاوز أنظمة المرور ويتجاهل أدب القيادة ويستهتر بأرواح غيره. أما من يلتزم بنموذجية القيادة فإنه أول من يدافع عن هذا النظام الذي سيحميه ويحمي أبناءه بإذن الله من الموت أو الإعاقة. وإذا كانت هناك بعض الملاحظات على تجربة منطقة الرياض فالأمل أن يكون تطبيقه في الشرقية بعيداً عن تلك الملاحظات التي أساءت للنظام وحولته من نظام وقاية إلى نظام جباية. لقد تميز أهل الشرقية منذ زمن بالالتزام بكل قواعد السلامة المرورية قبل أن يختلط الحابل بالنابل وتذوب تلك الثقافة لتتحول المركبة من وسيلة نقل إلى وسيلة قتل. ولكم تحياتي. [email protected]