القضايا “ السعودية “ التي يتم تداولها في الإعلام العربي وأعتذر عن استخدام مصطلح “ تداول “ الذي يذكرنا ب “ الخراب “ اليومي ! قضايانا التي وجدت وجوهها في شاشات التجارة الإعلامية نظراً للعصر الذهبي البعيد عن الدم المباشر على الأقل ووجود سوق يتم ترويج هذه القضايا عليها سواء كانت هذه السوق تجارية بالمعنى التجاري البحت أو سوق تتلقّف أوجه الاختلاف الذي تنقله أصوات المختلفين إلى مناطق خلاف يساهم فيها سوء الفهم بين فكر الصحوة الذي برز في الثمانينات الميلادية ويراهن حالياً على مفهوم المحافظة لتأييد أفكاره بصفتها فكرة تم تبسيطها ويُمثلها معظم المجتمع السعودي وبين التيار الليبرالي السعودي الجديد الذي وجد مناخاً مناسباً لطرح أفكاره بصراحة بدءًا من الوقوف ضدّ الأفكار المتطرفة ورموزها بصفة التطرف القاتلة لمشروع تمدين المُجتمع وليس انتهاءً بطرح أفكار تعزز قيَم الديمقراطية والمجتمع المدني وشروطه . لكل تيار من التيارين مناطقه الخاصة ومنطقه الخاص، هذا إذا استثنينا أكبر تيار مبتعد عن المواجهة في فتراتها وهو “ الصامت المُحافظ “ عادةً ، وكل من يظهر في منطقة الخلاف ليعبّر أو يدافع عن رأيه هو بلا شكّ يؤمن تماماً بأنه يدافع عن مشروع يمثّل الوجه الأقرب إلى الحقيقة ومجموعة المُثل والقيم والمبادئ التي تعزّزها ثقافة المجتمع بمنابعها أو الثقافة بجانبها المعرفي والجمالي المُطلق وكل حسب شروطه التي يؤمن بأنها الأقرب إلى أن تمثّل صفاتنا الإنسانيّة دون استثناءات. الإيمان بفكرة الديمقراطية حقّ للجميع والدفاع عنها كذلك وهذا يستدعي وجود خلاف في مفهوم الديمقراطية وقيَمها التي تستند عليها وتدافع عنها ولكل تيارات الخلاف المتحوّل أسبابه التي يدافع من أجلها عن فهمه لهذه الشروط، وهذه القيَم والبحث عن أقرب الأعداء لها من أجل تحويل الحوار معه إلى اختلاف وخلاف حول المفاهيم والمراجع المؤسسة لها، وهذا ما يحدث الآن بين رموز التيارين بعد أن تم استثمار المناخ المتاح للحديث والحوار حول موضوعات استدعتها ظروفها التاريخيّة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية! لكل تيار من التيارين مناطقه الخاصة ومنطقه الخاص، هذا إذا استثنينا أكبر تيار مبتعد عن المواجهة في فتراتها وهو “ الصامت المُحافظ “ عادةً ، وكل من يظهر في منطقة الخلاف ليعبّر أو يدافع عن رأيه هو بلاشكّ يؤمن تماماً بأنه يدافع عن مشروع يمثّل الوجه الأقرب إلى الحقيقة ومجموعة المُثل والقيم والمبادئ التي تعزّزها ثقافة المجتمع بمنابعها أوالثقافة بجانبها المعرفي والجمالي المُطلق، وكل حسب شروطه التي يؤمن بأنها الأقرب إلى أن تمثّل صفاتنا الإنسانيّة دون استثناءات. المُقاربة بين هاتين الرؤيتين هي منطقة الخلاف المتحوّل ومنطقة الاستثمار من قبل الإعلام ،قبل أن تثور الأحداث في وجوهنا جميعاً، وهذا لا يعني أن هذه المقالة مع أو ضد وجهة نظر ، سواء كان الإعلام أو طرفي الخلاف . الأمثلة التي ستمكننا من قراءة هذه الظروف يمكن مراقبتها عن طريق فتح باب الحوار حول موضوع هذه الاختلافات حين يجلس طرفان يمثل كل واحد منهما تياره الذي يعبّر من خلال أفكاره عنه ، أي بمعنى يدافع عن قيمه وفق منطقه الخاص ومعرفته وفهمه لكنه حتماً يؤمن بأفكار عليه أن يدافع عنها بصفتها الأقرب إلى تنظيم حياة النّاس وغير قابلة للتنازل إلا في أضيق الحدود بما أنها قابلة للتطبيق حسب رؤيته المبنيّة على مؤشرات تعزيز هذه القيَم أو مُطبّقة وفق أنظمة قائمة فعلياً . الذي يستدعي الحديث عن الإعلام والقضايا السعوديّة أن هذا الإعلام العربي ، واتركوا عنكم إعلام العار الذي يحتفل بالشتائم ويعلنها ويحاول تقريبها إلى أذهان النّاس بشتّى السُّبُل المتاحة وفي أي مناسبة ممكنة ، إعلام القضايا السعودية الذي برز في الثلاث سنوات الأخيرة تقريباً بدأ في الإرهاب واختار متحدثيه من التيارين ، وانتقل منه إلى ملفات أخرى واختار متحدثيه وهذه الملفات أصبح بالنسبة للإعلام العربي باباً مُشرعاً يمكن ان يتحدّث فيه أي شخص بما أنه يطفو على سطح المرئي او المقروء أو المسموع ، إعلام لا يهتم بالعناية وأخذ الأمر بحساسيّة ومن يمثّله أيضاً ومن المؤهل للحديث عنه . المهمّ أن يتم جمع مختلفين نقيضين ليصل المحور إلى مجموعة شتائم من نوع “ أنت صفر على الشمال “ أو “ أنت مرتزق و ... “ من نوع “ أنت عميل ....” أو أنت “ متخلّف و ......” ! هذه المعارك التي يتم البدء بها من قبل إعلام يعرف الكتف وآكلها وفمه المفتوح على أساس انها “ حوار “ حول قضايا مهمّة تعنينا بالدرجة الأولى ويهمّنا أن يمثّلها شخصيات تتمتّع بالاتزان والقدرة على فتح حوار عقلاني وغير مشوّش ، شخصيات قادرة على الابتعاد عن “ فخّ “ الصراع تأتي لا من أجل تصفية حسابات بل من أجل إقناعنا بالفكرة التي يتم الدفاع عنها . مازلت أخشى أن يكون بعض الإعلاميين أذكى بكثير من بعض الشخصيات التي يتم التعريف بها على أن لها صفة “ مُفكّر “ ويتم جرّه إلى مستنقع الشتائم بعد مضيّ دقيقتين فقط !