ما حدث في اليومين الماضيين من مهاترات اعلامية خطيرة بين حزبي الاتحاد والهلال لا يمكن ان نخرجه من دائرة الفوضى والعبث والتمادي على القيم والسلوك الرياضي القويم ، واللغة العنصرية التي استخدمت في التراشق الاعلامي السخيف بين اثنين من اهم الاندية السعودية واكثرهما جماهيرية وحضورا في المشهد الرياضي السعودي جاءت لتنسف كل ما هو جميل في هذه الرياضة المغلوبة على امرها . لا اعلم الى اين سنصل ؟ وماذا يريد «المتوّترون» منا ؟ وكيف سنجد طريقة للتخلص من الحصار الاخلاقي الذي وضعنا فيه هؤلاء المتنفعون ؟ شاهدوا ما يحدث بين ادارتي الناديين وماذا حصل بين اعلام الهلال والاتحاد ، ودققوا جيدا في حجم الاساءات العنصرية التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين المقبلين وستتأكدون اننا بالفعل اصبحنا نسير بطريقة «اللا وعي» . يا معالي الوزير .. الكرة اصبحت الآن في ملعبك وحان الوقت لتتدخل وتعاقب ، فلغة التسامح مع هذه الفئة من الناس باتت غير مجدية ، وحتى مخاطبة «الضمائر» لن تنفع مع هذا الصنف من البشر . وفي ظل الاحداث المتسارعة التي تشهدها الرياضة السعودية ، وبعد كل هذه الفوضى يجب ان نسأل انفسنا عن سر الكراهية التي سيطرت على مفاصل الرياضة السعودية ، ويجب ان نبحث ايضا عن الاشخاص الذين ساهموا في تصدير هذا العبث النتن والذي تسبب في ان يجعل الحقد هو الاساس والنوايا الصادقة هي الاستثناء . لست مع المثالية المصطنعة التي يتباهى بها البعض ، واحرص دائما على تجنب تقديم الخطاب المثالي للمجتمع الرياضي لايماني التام بأن الرياضة والمثالية ضدان لا يجتمعان لكن اعتقد ان الوقت قد حان لوضع النقاط على الحروف ومخاطبة الناس وفق ما تقتضيه المصلحة العامة والتي قد يُهدر دمها ما لم يكن هناك تدخل عاجل لايقاف المجزرة الاعلامية التي تعانيها رياضة بلادي . لنفترض ان متصدري الواجهة الاعلامية في الاتحاد والهلال لم يكترثوا بالخطوط الحمراء التي تفرضها الاخلاق والثوابت الدينية والوطنية الواضحة ، ولنفترض ايضا ان الحماقة باتت تسيطر على عدد لا بأس به من كتاب الرأي في الصحافة الرياضية ، لنفترض كل ذلك لكن الا يحق لنا ان نسأل انفسنا اولا اين دور وزارة الثقافة والاعلام تجاه كل هذه الفوضى ؟! قبل بضعة اشهر خرج معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مهددا الخطاب الاعلامي الرياضي بمزيد من الاجراءات الادارية الرادعة ، وبناء على اللغة التي استخدمها الوزير في ذلك التصريح الشهير توقعت ان تشهد الصحافة الرياضية هدوءا منطقيا حتى تتجاوز مرحلتها الصعبة امام الوزير ، لكن بعد اقل من شهر واحد فقط عادت الفوضى من جديد حتى وصلنا الى عهد «العنصرية» وسط صمت غريب جدا من وزارة الثقافة والاعلام وكأن الامر لا يعنيها . قلناها في السابق : التضييق على الاعلام مرفوض خصوصا واننا نعيش في 2013 ، لكن اعتقد ان الوقت قد حان لاعادة ترتيب هذا الاعلام من جديد ، وان لم يتدخل معالي الوزير ويصدر مجموعة من القرارات الرادعة والعقوبات الحازمة والغرامات «المؤلمة» فان الداء سينتشر في جسد الاعلام الرياضي ووقتها لن ينفع الصوت . يا معالي الوزير .. الكرة اصبحت الآن في ملعبك وحان الوقت لتتدخل وتعاقب ، فلغة التسامح مع هذه الفئة من الناس باتت غير مجدية ، وحتى مخاطبة «الضمائر» لن تنفع مع هذا الصنف من البشر . وعلى المحبة نلتقي F_alshoshan [email protected]