اكبر مشكلة يمكن ان تبتلى بها الصحافة هي انقلاب ابنائها عليها وعلى اهم قيمها ومبادئها .. وهو ما اوقع هذه المهنة كضحية لكل من ( هب ودب ) ، وفي المشهد الرياضي شواهد كثيرة جدا على التجاوزات المستمرة على هذه المهنة الجميلة ، ولعل مدراء المراكز الاعلامية من الصحفيين الذين وجدوا ضالتهم ( المادية والاعلامية ) في تلك الاندية هم اكثر من اساء للمهنة وآدابها من خلال الانقلاب المفاجئ على الاصول و القيم والمبادئ ، وعلى هذا الاساس لم استغرب خروج الاخ عبدالكريم الجاسر وهو يستميت في الدفاع عن ادارة نادي الهلال ورئيسها في احد البرامج الرياضية التي جمعتني معه يوم امس خصوصا بعد ان بدأ زميلنا العزيز في تصنيف الصحفيين وتحديد من هو الصادق و الكاذب خصوصا فيما يتعلق بمن انتقد عمل الادارة الهلالية بعد الخروج الآسيوي الأخير ، وعلى هذا الاساس ظهر الجاسر متوترا وهو يتعاطى مع المنتقدين للسياسة الاعلامية التي يدار بها الهلال . يجب ان على الهلاليين ان يعترفوا بأن خطابهم الاعلامي لم يعد خطابا قويا ومتوهجا كما كان في السابق ، بل اصبح خطابا ضعيفا هشا اساء للهلال اكثر مما نفع وأفادمدراء المراكز الاعلامية بالاندية والهلال من ضمنهم لم يتم تعيينهم و صرف مرتبات شهرية ضخمة لهم الا من اجل الدفاع .. والدفاع المستميت فقط ، وعلى هذا الاساس لم استغرب ان يخرج الاخ الجاسر في كل مناسبة وهو يدافع .. ويدافع .. ويدافع بهذه الطريقة المضحكة ، وعندما قلت بالامس بان الاخبار ( المعلبة ) التي تصدرها جميع المراكز الاعلامية بالاندية والهلال من ضمنها لم تعد مجدية للصحف ووسائل الاعلام ( المحترفة ) ، لم يرق هذا الكلام للاخ الجاسر والذي ظل يدور في دائرة واحدة دون ان يقدم سببا مقنعا لهذا الانقلاب المفاجئ الذي مارسه ضد الاعلام وضد المهنية التي كان يرددها في كل مناسبة . المتحدث باسم نادي الهلال والقائم على واجهته الاعلامية والذي يعتبر ( ابن المهنة ) وصف معظم اخبار الصحف المحلية بالكاذبة !! ، ولا اعلم هل نسى او تناسى من اين اتى لرئاسة واحدا من اهم المراكز الاعلامية بالاندية السعودية ، فاذا كانت معظم الاخبار التي تقدمها الصحافة المحلية غير صحية فماذا كان يقدم هو عندما كان احد كبار الممارسين لهذه المهنة قبل ان ( يتربع ويتمتع ) بالواجهة الاعلامية لاكبر الاندية المحلية واكثرها تحقيقا للبطولات ؟؟ ، بل وماذا يصف الدور ( البهلواني ) الذي يقوم به حاليا وهو يقضي ساعات كثيرة من وقته ( الثمين ) في الدفاع الخاص عن الرئيس الهلالي واعضاء ادارته حتى بات غير مقنع لمعظم الهلاليين . على سبيل المثال .. فان قضية ايمانا ومستحقاته المالية المتأخرة على نادي الهلال عبّرت عن ضائقة مالية كبيرة يعاني منها هذا النادي الغني ، وهذه الحقوق المتأخرة تسببت في بلبلة اعلامية كادت ان تصل بالقضية للقانون الدولي ممثلا في الفيفا مما عرّض سمعة الهلال الكيان للخطر ، ومع ذلك فوجئنا بالاخ الجاسر وهو يخرج مدافعا ومبررا ( ومطبطبا ) للموضوع وكأن الامر لا يعدو ( اخبار جرايد ) كما يردد وهو يتهكم على الزملاء الصحفيين . يجب ان على الهلاليين ان يعترفوا بان خطابهم الاعلامي لم يعد خطابا قويا ومتوهجا كما كان في السابق ، بل اصبح خطابا ضعيفا هشا اساء للهلال اكثر مما نفع وأفاد ، وهو ما جعل الكثير ( يتجرأون) على كل خطوة لهذا النادي ، ولعل اللغة الفجّة المستخدمة في خطاب الهلال الاعلامي باتت مكشوفة امام الجميع ولم تعد بعض العبارات ( الملونة ) تساق على الشارع الهلالي بهذه الطريقة . اكرر ما قلته مسبقا .. نختلف في الآراء كثيرا .. ولكن نتفق على احترام كل منا للآخر .. وحتى نعود بعد عيد الاضحى المبارك .. عساكم من عواده .. وكل عام وانتم بخير . وعلى المحبة نلتقي تويتر : f_alshoshan@ [email protected]