لا تشتكي من جور الأيام للناس *** وادفن همومك في ثرى الصمت كله بين الصمت والتحدث فرق بيّن ، وبين الصمت والثرثرة عشرات الفروق . ويظل الصامت يأنف من التحدث ويهرب من الثرثرة وان احتاج إليها في بعض حالاته فهي علاج يميل بعضنا إليه إذا اكتوى بنار الهم وتوجع من سياط الألم وملأته الرغبة بالشكوى . وقد تعامل العرب مع الشكوى في قصائدهم الفصيحة والعامية، ومنحوها كثيراً من اهتمامهم فاشتكوا للأحباب والأصحاب وطلبوا منهم العون ومشاركتهم الهم والدمع واشتكوا للصحراء بكل ما فيها من وحشة ، وللحدائق بما حوت من أطايب . وظلت الشكوى للإنسان خياراً صعباً ، فهي لا تزيح هماً ولا تبعد غماً . بل ربما زادته إن وافقت أحمقاً يزيد من ضرامها أو متلطفاً ينساها بعد سماعها أو حبيباً مقرباً يحمل همها معك فتملؤك الشفقة عليه فيزداد همك هماً ولذا كان خيار التشكي صعباً تحفه الأخطار التي قد تضاعف الهموم . ولخالد الفيصل رأي مختلف في هذه القصيدة السهلة العميقة حيث اختار الصمت وكأنه الأقدر على احتواء همومك . والصمت هو أنت أو هو بعضك الذي لا تستأمن غيره على أسرارك فادفن همومك لعلها تكتسي جلال الموت فلا تمس . شارك نسماته همك واجعل منها رسول مودة بينك وبين من أحببت فجفا ، واقتربت فابتعد فهي خير من تستأمنه على مشاعرك وحروف قلبك فقد اعتادت أن تحمل منك ومن غيرك حتى صارت همومنا هماً لها وهماً عليها تحملها كل مساء وتطوف على العشاق والموجوعين لتخفف بعض ما يجدون. أسرار عمرك خلها تحت الأنفاس لا صار هراج القفا فاطن له هذاك يفرح لا لمس جرح الاحساس وهذا مناه لا لقا فيك عله راقبها وتابع استكانتها وهي تتوارى صامتة واجعل مدفنها قريباً .. تحت أنفاسك فلا ينال منها عدو ولا متربص فضولي ينتظر لك الأذى ويتساءل متى تصاب ؟ ويتهيأ للفرح إن مس احساسك جرح يبهج روحه !! فما البديل عندما نضيق حتى بأنفاسنا التي توارت خلفها آلامنا وهمومنا في ثرى الصمت المتأجج . ربما لا بديل في هذه الدنيا سوى الطبيعة كما فعل القدماء فهي أمنا التي نشكو لموجها فتتلقف آهاتنا موجة بعد موجة وترحل بها بعيداً ولكن الشاعر يختار الهواء ليسطر عليه رسائله ويحمله مواجعه بزفرة محرقة فتذروها بعيداً بعيداً يكفيك فقط أن تصدقه القول وتستأمنه الدمع لتهدأ. شارك نسماته همك واجعل منها رسول مودة بينك وبين من أحببت فجفا ، واقتربت فابتعد فهي خير من تستأمنه على مشاعرك وحروف قلبك فقد اعتادت أن تحمل منك ومن غيرك حتى صارت همومنا هماً لها وهماً عليها تحملها كل مساء وتطوف على العشاق والموجوعين لتخفف بعض ما يجدون. داعب هموم الليل لا هب نسناس وعطها الخبر من قلب خلٍ لخله قله حبيبك ما وطى قلبه الياس حتى عذابك جايزٍ له نعم . يكتفي بعضنا برسالة تحملها نسمة هواء ويمنحها كل ثقته حين يفتقدها فيمن حوله ولا يأمنهم على سره وستصل الرساله لمن يحب لتقول له : تعيش بالوجدان ما عاش هالراس لولاك قلي وش انا عايشٍ له إن زانت الأيام يا شوق لا باس ولا صبرنا لين ربك يحله Twitter: @amalaltoaimi