قال ناشطون: إن حوالي مائتي جندي من الجيش النظامي السوري انشقوا في المنطقة الشرقية ولجؤوا إلى عناصر الجيش السوري الحر، في حين تواصل القصف والاشتباكات في عدة أنحاء بسوريا، لا سيما في دمشق وريفها وحمص وحلب. وبُث شريط مصور على مواقع الثورة السورية تظهر فيه مجموعة من جنود جيش النظام السوري وقد أعلنوا انشقاقهم. وفي هذه الأثناء استمرت الغارات الجوية والقصف بالراجمات والدبابات على مناطق ريف دمشق وأحياء في العاصمة. وقد سقط عدد من القتلى والمصابين بحسب ناشطي الثورة السورية. من جهة ثانية قالت مصادر من المعارضة السورية إن الجيش الحر هاجم رتلاً عسكريًا في مدينة النبك على الطريق الدولي متجهًا نحو مدينة حمص. وأفادت المصادر أن الجيش الحر دمر عددًا من الدبابات والآليات العسكرية وقتل عددًا من الجنود والشبيحة. في الوقت ذاته قامت قوات النظام بقصف مدينتي النبك ويبرود بالمدفعية والدبابات، وذلك ردًا على مهاجمة الجيش الحجر للرتل العسكري. وذكر ناشطون أن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين الجيشين الحر والنظامي. من جانبه حذر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس الثلاثاء من «خطر محدق» بثلاثين ألف شخص مقيمين في مدينة القصير في ريف حمص في وسط سوريا التي تتقدم نحوها قوات النظام، متخوفًا من «جريمة جديدة» في حال سقوط المدينة. إسقاط مروحية وبينما يحاصر الجيش الحر مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب منذ أكثر من شهر، تمكن مقاتلوه من إسقاط مروحية محملة بالذخيرة كانت قادمة لإمداد المطار المحاصر، بعد أن شهدت المحافظة منذ صباح الاثنين قصفًا جويًا على مدينة أريحا، وقصفًا مدفعيًا على بلدتي دركوش ومشمشان. وقالت لجان التنسيق المحلية: إن كتائب المعارضة قتلت عددًا من الشبيحة في اشتباكات على أطراف حي برزة في دمشق، في حين تسببت غارات شنتها مقاتلات النظام على المليحة والنشابية وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق في اندلاع حرائق بمنازل المدنيين. قصف صاروخي وقال ناشطون: إن جيش النظام قصف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون حي التضامن جنوب العاصمة دمشق وبلدات خان الشيح والنشابية وجسرين وداريا في ريف دمشق، في حين دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في بلدة عربين بريف دمشق. يأتي هذا في وقت تواصلت الليلة الماضية وحتى الساعات الأولى من صباح أمس الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق بين اللجان الشعبية الفلسطينية ومجموعات مسلحة تتمركز في المخيم. وفي حلب، قالت شبكة شام: إن اشتباكات عنيفة اندلعت فجر أمس بين الجيش الحر وقوات النظام لا تزال متواصلة داخل مطار منغ العسكري بريف حلب، كما شهد حي الإذاعة ومحيط فرع المخابرات الجوية اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، حيث يحاول الثوار السيطرة على الحي، الذي تنطلق منه قذائف المدفعية باتجاه أحياء أخرى عديدة. وأفاد مراسل الجزيرة في حلب في وقت سابق أن الثوار عثروا أمس الاثنين على بئر ممتلئة بجثث قتلى في قرية أم عامود، بعد أن انسحبت منها قوات النظام. وفي حلب أيضًا، قصفت طائرة حربية تابعة لجيش النظام حي الشيخ سعيد جنوبيالمدينة بقنابل عنقودية، دون ورود أنباء عن إصابات. ويروج النظام السوري عبر إعلامه الرسمي أكثر من مرة سيطرته على حي الشيخ سعيد. وفي دير الزور دارت معارك متقطعة بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام حول مطار دير الزور العسكري. وقال ناشطون: إن الجيش الحر استهدف بصواريخ وقذائف محلية الصنع مقار كتائب عسكرية للجيش النظامي داخل المطار وحقق إصابات مباشرة. وفي درعا قالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة الكرك الشرقي وسط اشتباكات عنيفة في محيط البلدة بين الجيش الحر وقوات النظام. وفي حمص، تواصل القصف بالمدفعية الثقيلة من جانب جيش النظام على حيي الحمدية وبستان الديوان، كما تجدد القصف بقذائف الهاون على حي الوعر. وقد لجأ الكثير من سكان مدينة الرستن في محافظة حمص إلى المغارات والكهوف للسكن بعد أن تهدمت منازلهم نتيجة قصف طائرات النظام. ويرى هؤلاء النازحون أن المغارات أكثر أمنًا في ظل استمرار القصف، لكنهم يعيشون ظروفًا صعبة للغاية. الخطر محدق بالقصير من جانبه حذر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس الثلاثاء من «خطر محدق» بثلاثين ألف شخص مقيمين في مدينة القصير في ريف حمص في وسط سوريا التي تتقدم نحوها قوات النظام، متخوفًا من «جريمة جديدة» في حال سقوط المدينة. وقال الائتلاف في بيان: «تتجه حشود عسكرية ضخمة تابعة لقوات النظام نحو مدينة القصير، وقد أفادت أنباء مؤكدة أن أكثر من ثلاثين دبابة وأعدادًا كبيرة من الجنود يتجمعون قرب قرية العبودية بريف المدينة». وشدد الائتلاف على «خطورة الأوضاع في المنطقة»، محذرًا «المجتمع الدولي من جريمة جديدة قد يرتكبها نظام الأسد بحق الأهالي». ودعا «منظمات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الانسان وحماية المدنيين، إلى التوجه للقصير على وجه السرعة لإنقاذ 30 ألفًا من المدنيين، كلهم في خطر محدق». كما جدد «دعوته المجتمع الدولي للتحرك بسرعة من خلال مجلس الأمن، لاستصدار قرار يلزم لبنان بضبط حدوده، بما يضمن انسحاب عناصر حزب الله من الأراضي السورية». ومنذ أسابيع، تدور معارك عنيفة في منطقة القصير الحدودية مع لبنان بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني والمجموعات المقاتلة المعارضة وقد سجل خلالها تقدم كبير للقوات النظامية في اتجاه مدينة القصير التي تعتبر أحد أبرز معاقل المعارضين المتبقية في ريف حمص. وعبر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن عن خشيته «من مجزرة في حال اقتحام القوات النظامية المدينة» التي باتت مطوقة من الجنوب والغرب والشرق بشكل شبه كامل.