تنوّعت الأشكال الأدبية التي جمعها الشعر في أمسية استضافها نادي المنطقة الشرقية الأدبي بالدمام مساء الأحد المنصرم للشاعرين المصريين المقيمين رأفت السنوسي وعصام خليل، و أدار الأمسية الشاعر والناقد المصري أحمد سماحة. افتتح سماحة الأمسية بمقدمة موجزة عن الشعر الحديث وكونه أكثر الأشكال الأدبية إثارة للجدل، وقال: إنّ الشعر منذ امرئ القيس لم يكن محدداً بمفهوم ثابت مشيراً إلى أن تعريفه ب» الكلام الموزون المقفى» تعريف مجحف. ثم أطلّ سماحة إطلالة سريعة على تطورات الشعر الحديث منذ تخليه عن القافية والوزن واحتفاظه بالإيقاع، حيث مرّ بمرحلة أضحت فيها الهوة واسعة بين الشعر والمتلقي الذي اعتاد على فهم الشعر كوسيلة للتوصيل، بسبب جمود النقد وعدم مواكبته للإنتاج الشعري، ضارباً عرض الحائط بكون الشعر استكشافاً للوجود، وقال: إن حساسية المتلقي للشعر الحديث آخذة في التزايد. وعرّف سماحه بالشاعر السنوسي وقال: إنه يكتب الأنواع الشعريه الثلاثة وقال: إنه شاعر و ناقد و إن له ثلاثة كتب مطبوعة مجموعتان شعريتان و مسرحية وحائز على عدة جوائز عربية. بعدها بدأ الشاعر السنوسي الجولة الأولى بقراءة قصيدة « خروج الولد بهاء « وقصيدة» سوليست « التي جاء فيها: وحدي كقناة بين مياهين تعبرها أسراب السلمون والرنجةْ وحاملة البترول يتساقط مطر ناعم وطيورٌ فوق سطوح بواخرها ويموت وداعاً فوق رصيف الشحن الهادئ سيّدنا المجنون و انتقل سماحة لتقديم الشاعر عصام خليل فذكر انه صيدلاني يعالج الشعر وقد صبّ تجربته على قصيدة النثر، وقد بدأ نشاطه الثقافي الفعلي في المملكة، و له مجموعتان شعريتان تحت الطبع. ثم قرأ خليل قصيدتين : «في بلادي» و « امرأة تجلس في الباص» و في جولة ثانية قرأ السنوسي قصيدة عمودية بعنوان «عفواً حبيبي» و قصيدة تفعيلة « وردة تأخذني مني «. و انتقل الإلقاء الى عصام خليل الذي قرأ ثلاث قصائد : « هكذا تنام البيوت « و « بسط اليد « و « عمال الهرم « التي جاء فيها: لا يعودون إلى حصيرِهم إلا فى الليل فللشاى رغبة فى بلّ الأفواه بالتفِّْل تورّمت الأصابع والشرايين ازدهرت فى البراح لكنهم ليسوا ملائكة لا يطبطبون إلاّ فى الفجر على حصيرٍ مهدود والشيطانان تمشّيا على نصف الحجارة فالأخرى نجرُّها بالقماش كمخدةٍ أسيرة فى انشغالهم بالبناء نمطرُ من شبابيك نسائهم وفي الجولة الأخيرة قرأ السنوسي «تحولات « و»جيفارا» تلا ذلك ثلاث قصائد قصيرة لعصام خليل: «أمام المقهى» و « إس إم إس « و « الخروج إلى البيت «. وفي جانب من المداخلات قال الناقد يوسف شغري: إن خليل أكثر تماساً مع مفهوم الشعر الحديث إلا أن قصيدة النثر يجب أن تبقى على شفير بين الشعر والنثر لكي تأخذ محاسن النثر والشعر وأن قصيدة خليل قد لا تراعي التوازن أحياناً فتميل إلى النثر و أن السنوسي بدا أكثر تمكناً من ألوان الشعر المعروفة. وعلق السنوسي قائلاً: إن مفهوم الشعر إشكالية كبيرة والشعر عصي على الثبات على مفهوم محدد داعياً إلى أن يكون لكل شاعر مفهومه الخاص عن الشعر، ورفض السنوسي أن يتم قياس شاعر على آخر أو شاعر على تيار شعري معين فلكل شاعر تعريفه للشعر. و اختتمت الأمسية بتقديم درع النادي لكل من الشاعرين.