يبدو وباء كورونا من الأمراض الوبائية المتمردة التي تسبب متاعب صحية للضحايا بصورة كارثية سريعة، وفي نفس الوقت تتعب الجهات الصحية بالمتابعة والخروج عن السيطرة، وفي جميع الأحوال هناك - على ما يبدو - مشكلة في تعاطي وزارة الصحة مع تطورات المرض، فعدد المصابين يرتفع رويدا رويدا، وآخر ذلك وفاة امرأة في محافظة الأحساء كانت الحالة الثامنة في المحافظة، وهو من الخطورة بحيث زار وفد طبي دولي يضم نخبة من الخبراء الاستشاريين والمتخصصين من الجامعات والمنظمات والهيئات الدولية ومن منظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة الفيروسات والأمراض المعدية محافظة الأحساء مؤخرا للوقوف على المرافق الصحية والالتقاء بالممارسين الصحيين المعنيين المشرفين على أعمال المكافحة لفيروس كورونا في صحة الأحساء، ورغم أن زيارة الوفد الصحي العالمي تمت بتنسيق مع وزارة الصحة إلا أن معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة لم يقم حتى الآن بزيارة محافظة الأحساء للوقوف على سير العمل هناك. في الواقع نحن لا نتحدث عن حالة بسيطة حتى نجد هذا التراخي ، نحن نتحدث عن مرض ينتشر بصورة كبيرة وهناك حالات وفاة والمنظمات الدولية تتسابق لزيارة المحافظة للوقوف على تطورات الأمر. في الواقع كنت أتمنى أن أشاهد سمو وزير التربية والتعليم يزور المدارس في الأحساء ويطمئن على أبنائه الطلاب وعلى حملات التوعية الصحية هناك، ووزير الصحة في موقع الحدث بالمحافظة، لكن مع الأسف لم يحدث ذلك، فالجميع يكتفي بتصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع. في الواقع نحن لا نتحدث عن حالة بسيطة حتى نجد هذا التراخي ، نحن نتحدث عن مرض ينتشر بصورة كبيرة وهناك حالات وفاة والمنظمات الدولية تتسابق لزيارة المحافظة للوقوف على تطورات الأمر. في الواقع كنت أتمنى أن أشاهد سمو وزير التربية والتعليم يزور المدارس في الأحساء ويطمئن على أبنائه الطلاب وعلى حملات التوعية الصحية هناك، ووزير الصحة في موقع الحدث بالمحافظة. لا أدري أي جهود يمكن أن يقف عليها الوفد الدولي حسب تصريحات مسؤولي الوزارة الذين قالوا: إن لقاء مسؤوليها تم فيه إطلاع الخبراء والاستشاريين على الاستراتيجيات والسياسات والإجراءات التي قامت بها الوزارة للتعامل مع هذا الفيروس واستعراض ما قامت به من جهود احترازية وأعمال تقص وبائي للحد من انتشاره. وكما أبدى وفد منظمة الصحة العالمية ارتياحه لهذه الجهود واطمئنانه على ما تم القيام به من قبل الوزارة، نأمل أن نصل - نحن المواطنين - لهذا المستوى من الرضا، لأن الحال إذا كان تعبيرا عن نجاح جراحي أو إنجاز في بنية تحتية كنا رأينا وقرأنا في جميع الصحف - بلا استثناء - عن ذلك ولأخذ الموضوع «شو» كبيرا في وسائل الإعلام، لكن حتى مع زيارة الوفد الدولي توفيت امرأة متأثرة بإصابتها بالمرض، فلماذا لا تفخر الوزارة بالحد من انتشار المرض؟ خاصة أن هناك شبهات في أعداد أخرى من المصابين المحتملين لم يتم حصرهم بعد لتلقي العلاج اللازم. إذا كانت جهود وزارة الصحة مناسبة وملائمة ومعيارية في التعامل مع حالة وبائية كهذه نأمل أن يكون رد فعل الوزارة - رغم أن ذلك من واجباتها - بمستوى الظهور الإعلامي للمسؤولين الصحيين في حالات ما كان لها أن تسلط وسائل الإعلام الضوء عليها بكثافة، لكن يبدو أن هناك ثغرة ما في حصار المرض قد تناقض أي منجز للوزارة في منع انتشار المرض، وإلا رأينا هذا المسؤول أو ذاك يصرح ويظهر في الصحف والفضائيات. ينبغي أن تتعامل الوزارة بشفافية مع الأزمة الصحية التي تسبب فيها فيروس كورونا، وكلنا أمل في الله وحده ألا ينتشر المرض في الأحساء وخارجها، لأنه إذا عطست المحافظة انتقلت العدوى الى المنطقة، وإذا عطست المنطقة أصابت العدوى المناطق المجاورة الى أن ينتشر المرض في كل البلاد - لا قدر الله - لذلك نأمل في جهود وقائية وتوعوية نلمسها ونراها في كل موقع حتى لا تقع الكارثة.