عند طلتكم في صباح عطلتكم المفضلة ( الجمعة) سأبدأ معكم باخر محطة فشل انتابتني في مشواري مع صاحبة الجلالة .. تلك التي سرقت مني أشيائي المحببة وخصوصياتي .. وأبعدتني عن الأهل والأصدقاء .. وغيبتني عن الديوانيات والمجالس .. حتى أصبحت ( فاشلا ) في كل شيء إلا حركات أناملي على الكيبورد .. وزرع كلماتي في بستان الصحافة عبر ميدان الرياضة .. وما عدا ذلك فالفشل عنواني ( من رأسي حتى أخمص قدمي ) ..!! حتى في بلاط صاحبة الجلالة .. عانيت الفشل في مراحل كثيرة .. لعل أبرزها أنني لم أكن صادقا مع قلمي في حالات كثيرة .. وحولت بعض الجمل والمفردات والمقالات والمواضيع لشخصنة الأمور أكثر منها مهنية أو صحفية أو حتى أخلاقية .. !! وفشلت أيضا في أن أكون على مسافة واحدة بين الأندية والنجوم .. فالعقلانية في أحيان كثيرة تهرب من بين أناملي .. والعاطفة تقودني إلى محطة المحاباة والمجاملة وأحيانا ( لحاجة في نفس يعقوب ) ..!! وفشلت أيضا .. في القبض على مفاتيح المصداقية .. وهذا المشهد هو الأصعب لحملة القلم في المحطة الإعلامية .. فالكلمة إذا لم يجد فيها القارئ رائحة الصدق والإخلاص .. فان كل الكلمات والاجتهادات وحتى المفردات المزخرفة ستكون في مهب الرياح .. وليس في ذهن وقلب المتلقي ..!! لكنني في كل مرة أردد .. ما أجمل الفشل .. فالإحساس به والعيش معه .. والإيمان بوجوده هو الطريق الوحيد لما يسمى بالنجاح .. والأخير لا أعرفه ولا يعرفني حتى الان .. حاولت الاقتراب منه أكثر من مرة لكنه ركلني بقدميه .. وأوجعني ضربا بيديه وفشلت أيضا .. بجعل قلمي شموليا في فهم بعض الألعاب المظلومة إعلاميا .. وبعد أن عاهدت نفسي وقلمي بأن أكون نصيرها .. تخليت عنها بعد عشق طويل دام ربع القرن .. هكذا بدون مقدمات .. فقد انجرفت وراء المجنونة كرة القدم وصخبها وشهرتها وجماهيريتها ..!! وفشلت أيضا .. في جعل الكلمة تقرب ولا تفرق .. تسهل ولا تصعب .. ومشيت في درب الشوك أنشد الإثارة الزائفة التي هي أقرب إلى مسلسلات رمضان الفكاهية التي تجمع الأغنية والفكرة والمتردية والنطيحة وكل ما يخطر على بالك من سذاجة وضحالة وثقل دم ..!! لكنني في كل مرة أردد .. ما أجمل الفشل .. فالإحساس به والعيش معه .. والإيمان بوجوده هو الطريق الوحيد لما يسمى بالنجاح .. والأخير لا أعرفه ولا يعرفني حتى الان .. حاولت الاقتراب منه أكثر من مرة لكنه ركلني بقدميه .. وأوجعني ضربا بيديه .. واسمعني لسانه كلاما استحي أن أكتبه لكم .. لكنه قال لي بالعربي الفصيح " الله يسهلك " وبالعامي " ألعب بعيد " ..!! بصراحة أكثر ..أغبط الناجحين ولا أحسدهم .. أحب أن أكون بينهم لكن عملي وقدرتي لا توصلان لمحطته .. سمعت عنه كثيرا .. وقرأت أيضا عنه الكثير .. لكنني لم أشعر به يوما ما .. ولم تتح لي الفرصة للجلوس معه والاستمتاع بحديثه .. والأدهى أنه لم يتقبلني في يوم من الأيام .. أما لماذا فلأنني لم أوف شروطه حتى أدخل باب قاعته الذهبية ..!! قد يكون الفشل عند الآخرين محطات وقود للوصول إلى محطة النجاح .. وعند البعض تجارب أيضا توصل لمحطة النجاح .. أما في قاموسي فهو حياة قد تهذب وتقلم قلمي المجنون في بلاط صاحبة الجلالة .. فهو بحاجة لهذا الفشل بسبب رعونته .. بل يحتاج إلى نومة أهل الكهف في محطة الفشل .. لأنه ان كتب الله له النجاح .. فالبطش شعاره .. والغث عنوانه .. واللامبالاة سلوكه .. والتجاهل تصرفاته ..!! صدقوني الفشل ليس سيئا كما تظنون .. فهو حياة قابلة للتكيف .. ومدرسة نتعلم منها الشيء الكثير .. بل هو جامعة تعرفك أكثر على اسرار الحياة .. أما النجاح فهو أقرب للغرور ..!! عيشوا الفشل .. ستجدون النجاح أمامكم .. ولكن إذا عشتم النجاح بغرور فستجدون الفشل قد تمكن منكم ..!! من يخضع للذة النجاح أقرب إلى الفشل .. ومن يزهد في النجاح .. يجده فاتحا ذراعيه .. يلوح لكل زاهد بالدخول في مدينته .. والتجول في شوارعه .. والسباحة في بحره .. والظلال بين أشجاره .. أليس كذلك ..!! تويتر @essaaljokm