قصفت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي الضواحي الغربية لمدينة اجدابيا التي تسيطر عليها المعارضة امس مع تجدد المعارك على الجبهة الشرقية في الصراع الدائر في ليبيا. وقال مصور لوكالة فرانس برس ان «تبادلا لاطلاق النار بالاسلحة الخفيفة جرى بين المتمردين والجيش» في مصراتة, موضحا ان الصحافيين تمكنوا من التقدم خمسة كيلومترات داخل المدينة التي تبعد مائتي كلم شرق طرابلس. حالة الجمود في ليبيا من شأنها أن تؤدي على نحو فعال إلى التقسيم الفعلي للبلد وسيفتح سوء الإدارة والتنظيم في الأنحاء الشرقية لليبيا الواقعة تحت سيطرة الثوار المجال أمام المليشيات المسلحة المختلفة والجماعات الإجرامية تصدير العنف والاضطرابات إلى دول أخرى في شمال أفريقيا والشرق الأوسطمبادرات وتضاعفت المبادرات الدبلوماسية للتخفيف عن السكان وايجاد حل للنزاع في ليبيا حيث تراوح المعارك بين المتمردين والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي مكانها. وبينما يدور خلاف بين حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة حول الوضع على الارض، استعاد الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي المبادرة قبل ايام من اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في 13 ابريل بالدوحة. وأعلنت وزارة خارجية جنوب افريقيا ان مجموعة من القادة الافارقة يقودها رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما سيزور اليوم ليبيا للقاء طرفي النزاع في هذا البلد، موضحة انها حصلت على موافقة حلف شمال الاطلسي على هذه الوساطة. كما اعلن دبلوماسيون في الاتحاد ان وزراء خارجية اوروبيين سيلتقون الثلاثاء ممثلا عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي رغم التباين في وجهات النظر داخل الاتحاد الاوروبي حول الموقف الواجب اتخاذه حيال المتمردين في بنغازي. وسيشكل هذا اللقاء سابقة للاتحاد الاوروبي. وسيعقد الاتحاد اللقاء الذي سيكون قصيرا، مع محمود جبريل المكلف الشؤون الخارجية داخل المجلس الوطني الانتقالي الثلاثاء في لوكسمبورغ. 3 سيناريوهات ومع تصريح مسؤول عسكري أمريكي بارز بأن الحرب في ليبيا بلغت مرحلة جمود، نظراً لافتقار «الثوار» للمهارات القتالية وعجز الكتائب الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، عن التقدم عسكرياً تحت وطأة قصف الناتو، يرى خبراء أن ليبيا تواجه في الوقت الراهن ثلاثة احتمالات. ويقول خبراء عسكريون ومدنيون إن تلك الاحتمالات الرئيسية هي حالة جمود مطولة والتوصل لتسوية عبر المفاوضات وتحقيق أي من الخصمين المتناحرين نصراً ساحقاً على الجانب الآخر. حالة الجمود ويعاني الوضع حالة من الجمود في الوقت الراهن، حيث يسيطر «الثوار» على «بنغازي» و»أجدابيا» وبعض المناطق الساحلية، ويواصل القذافي حكم المناطق المتبقية من ليبيا. وشرح زاكاري هوسفورد وأندرو إيكسوم، من «المركز الأمني الأمريكي الجديد» قائلين ان «حالة الجمود في ليبيا من شأنها أن تؤدي على نحو فعال إلى التقسيم الفعلي للبلد وسيفتح سوء الإدارة والتنظيم في الأنحاء الشرقية لليبيا الواقعة تحت سيطرة الثوار المجال أمام المليشيات المسلحة المختلفة والجماعات الإجرامية تصدير العنف والاضطرابات إلى دول أخرى في شمال أفريقيا والشرق الأوسط». وحذر ماكس بوت، خبير الأمن القومي بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، من أسوأ السيناريوهات في هذا المأزق هو استمراره لعدة سنوات. ويضع العالم المستشرق، خوان كول، سيناريو أكثر تفاؤلاً باستمرار الجمود لعدة أسابيع أو شهور، أو ربما عام على أسوأ تقدير، وذلك بالتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض. ويجادل عدد من المحللين بأن الوقت ليس في صالح القذافي، فضربات حلف شمال الأطلسي الجوية أوهنت قواته بينما تزود الدول «الثوار» بالسلاح والتدريبات، كما أن أموال النفط بجانب أموال القذافي المجمدة ربما توضع تحت تصرف الطرف الثاني، في الوقت الذي تفعل العقوبات الدولية مفعولها على القذافي والدوائر المقربة منه. ومع حالة الاختناق الاقتصادي وفشله في دفع رواتب المرتزقة، قد يجد القذافي نفسه مجبراً للجلوس على طاولة التفاوض، أو قد يطيح به الموالون له والتفاوض عوضاً عنه. وتطرح نتيجة المفاوضات تساؤلات مفتوحة: فهي قد تؤدي لإنشاء مجلس مؤقت يمهد الطريق لانتخابات برلمانية، أما في حالة استمرار الجمود لسنوات، فقد يؤدي إلى تقسيم ليبيا. ويعني انهيار نظام القذافي، وهو سيناريو يأمل به الكثيرون، وقد يتحقق بسحق الجيش الليبي تحت ضربات الناتو الجوية، أو في حال انشقاق جماعي لأعوان القذافي، في تحرك قد يفتح أبواب طرابلس أمام الثوار. أما الاحتمال المعاكس فهو أن يهزم القذافي «الثوار» ويعيد سيطرته على كافة أنحاء ليبيا، وهو سيناريو كابوس من غير المرجح على الإطلاق حدوثه». ورغم اختلاف السيناريوهات المطروحة، يجمع المحللون على أنه عاجلا او أجلاء، على القذافي المغادرة، تاركين الباب مفتوحاً أمام ما سيحدث عندها.