حاصر الشوق قلبي ، يلح عليه ؛ فقادني إلى مكان تلاقينا ، سبقني قلبي المشتاق ، يقفز الدَّرَج راقصًا عيناي تبحثان. دخل القاعة فغافلني قلبي يقفز إليه ، لكنه اتجه نحو أخرى ، يمد لها يده يحتضن كفها بكلتا يديه، وقد تحول جسدُه كُله إلى نظرةِ عشقٍِ ، يلفها بها ، تتلاشى بينهما المسافات ، تعلقتْ بهما كل العيون ، همست إحدى الحاضرات إلى من بجوارها في خُبْث فضحكت، وأثارت انتباه مَنْ يجلس أمامها، فهز رأسه يخفي ابتسامته ؛ أرقبهما وقد تحولتُ إلى جمرات يأكل بعضها البعض ، ارتد قلبي بين الضلوع يلطمها فتلطمه ويركلها فتركله. تشفيت في قلبي الغِر ، وهو ينتحب متوجعًا حتى هدأ وبين الحين والحين ينبض معتذرًا ؛ أتجاهله ؛ فهو الذي قادني إلى هذا الشرك بحماقته، كم حذرته من قبل أن يكف عن الهذيان، فكثيرًا ما يتصابى، وغالبًا ما يعود حاملاً خيبته، ألجم الكبرياء دموعي فارتدتْ في أعماقي تنوح ندمًا، غادرت القاعة والجريح بين ضلوعي يئن ونبضه الخافت مازال يعتذر.